يعد الكتاب الثاني من "الإيضاحات –تأليف جمال باشا" مضيطة اتهامية سياسية وقانونية، استخدمه جمال باشا في تبرير تعليقه المشانق واعدام أحرار العرب ونفي الآخرين منهم.وفي هذا الكتاب يبذل الأستاذ محمد السعيدي جهداً لافتاً، ذلك أنه أجرى مسحاً شاملاً للشخصيات المعنية بذاك الحدث وجمع صوراً نادرة تسند تلك الوقائع، مع الرئيسية في تلك الحقبة ...
قراءة الكل
يعد الكتاب الثاني من "الإيضاحات –تأليف جمال باشا" مضيطة اتهامية سياسية وقانونية، استخدمه جمال باشا في تبرير تعليقه المشانق واعدام أحرار العرب ونفي الآخرين منهم.وفي هذا الكتاب يبذل الأستاذ محمد السعيدي جهداً لافتاً، ذلك أنه أجرى مسحاً شاملاً للشخصيات المعنية بذاك الحدث وجمع صوراً نادرة تسند تلك الوقائع، مع الرئيسية في تلك الحقبة من الزمن، لذلك يمكن اعتبار هذا الكتاب بمثابة/ وثائقي ليس فقط بما حوى من إقرارات واعترافات لتلك الكوكبة من الشبان العرب المناضلين الذين حكم عليهم بالموت أو النفي أو السجن، بل ما يحفل به من أوراق "ثبوتية" وجدت في قنصليتي فرنسا في بيروت والشام وشكلت مادة التجريم ولكن من وجهة نظر الجهة التي أصدرت الأحكام، والتي هي بالطبع، وجهة نظر السلطنة العثمانية في الحراك العربي آنذاك وموقف "تركيا الفتاة" من هذا الوعي وكيف جابهته.إلا ان وجهة النظر الأخرى والتي تبناها معظم الشرفاء في الوطن العربي، اعتبارها فصل من فصول الحركة العربية التي بلغت طوراً متقدماً من الطرح السياسي البرنامجي المنظم في أطر ومؤسسات على شكل جمعيات علمية وأدبية ما لبثت أن تحولت إلى منظمات سياسية معارضة للوجود التركي وتطور الموقف العربي نحو الدعوة إلى الإنفصال والإستقلال عن السلطنة العثمانية.يبقى أن نشير أن كتاب "الإيضاحات" سبق تم نشره في استانبول عن دار "طنين" المؤسسة الإعلامية التابعة لجمعية الإتحاد والترقي، وترجم لأهميته إلى لغات أجنبية عديدة، منها العربية، وقد أعادت دار الفارابي ترجمته استناداً إلى النسخة العثمانية الصادرة عن "طنين" سنة 1922.