بوصول الملك عبد الله الثاني ملك الأردن إلى سدة الحكم بعد وفاة والده الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1999، بدأ عهد جديد يتميز برغبته في التأقلم والإندماج مع ما يسمى " بعصر العولمة " التي وسمت الساحة الدولية بعد إنتهاء الحرب الباردة في نهاية تسعينات القرن العشرين. ولا شك في أن العولمة، وما صاحبها من ثورة تكنولوجية ومعلوماتية، قد أ...
قراءة الكل
بوصول الملك عبد الله الثاني ملك الأردن إلى سدة الحكم بعد وفاة والده الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1999، بدأ عهد جديد يتميز برغبته في التأقلم والإندماج مع ما يسمى " بعصر العولمة " التي وسمت الساحة الدولية بعد إنتهاء الحرب الباردة في نهاية تسعينات القرن العشرين. ولا شك في أن العولمة، وما صاحبها من ثورة تكنولوجية ومعلوماتية، قد أثرت في مجالات الإعلام والتعليم في العالم برمته بما فيه العالم العربي الذي يشكل الأردن أحد دوله.وتكمن أهمية هذين المجالين في كونهما يشكلان، مع عناصر أخرى مثل: الأسرة، والأحزاب، ودور العبادة، والأصدقاء، عناصر هامة للتنشئة السياسية والإجتماعية في أية دولة. وقد حظي هذان المجالان بأهمية منقطعة النظير من صاحب القرار في الأردن متمثلة في العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وحكوماته المتعاقبة التي بلغ عددها من عام 1999 إلى الآن، أي إلى عام 2008 تسع حكومات.من هنا تبرز أهمية هذا الكتاب الذي يسعى إلى دراسة التطورات السياسية والتكنولوجية التي طرأت على الإعلام المكتوب مثل صحيفة " الرأي "، والتشريعات الإعلامية المتعلقة بالإعلام المرئي،إضافة إلى دراسة أثر العولمة في تطور البنى التعليمية في الأردن في ظل "القرية الكونية"، العولمة.ولكي لا نطيل بهذا المقدمة التعريفية العامة السريعة، يمكن القول إن هذا الكتاب يتشكل من ثلاثة فصول متنوعة ومستقلة عن بعضها من حيث الفكرة والمنهج، وإن كانت مترابطة من حيث الموضوع: الفصل الاول: وكان محتواه بحثاً عن " تطور صحيفة الرأي الأدرنية في ظل العولمة "، وهو بحث كان قد قُدم للمؤتمر السنوي الذي نظمته الجامعة الأوروبية في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 2003، ثم إختاره، فيما بعد، رئيس الورشة ليتم تحكيمه ونشره ضمن " الأوراق العلمية " للجامعة، وهذا ما حدث فعلاً.والواقع، أن صحيفة " الرأي " جديرة بالدراسة والتحليل، لأنها تعكس " العلاقة العضوية " بينها وبين السلطة، وأثر هذه الأخيرة عليها لتوجيه " الرأي العام " الأردني وصياغته. ويحاول هذا الفصل الإجابة عن السؤال الجوهري: هل يغني التطور التكنولوجي عن تطور الأفكار والحرية، وبصيغة أخرى هل يغني الجسد عن الروح؟الفصل الثاني: أما هذا الفصل فكان، هو الآخر، بحثاً عن " تجربة الإعلام المرئي والمسموع في الأردن بين الخطاب السياسي والتشريع القانوني " قُدم للمؤتمر العلمي " الفضائيات العربية والهوية الثقافية: نحو إعلام هادف في القرن الحادي والعشرين " نظمته كلية الإتصال في جامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة عام 2007.وهذا الفصل، يتلمس السياسة الإعلامية الأردنية المتعلقة " بالإعلام الحديث "، أي الإعلام المرئي والمسموع ( الفضائي ) التي يقودها صاحب القرار الأول العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وحكوماته المتعاقبة من خلال الخطابات المنوطة أو المكتوبة. ويحلل هذا الفصل، كذلك، نقطة على درجة عالية من الأهمية تتمثل في معرفة مدى تطبيق هذه السياسة أو هذه التوجهات الملكية العليا على أرض الواقع، سواء من حيث التشريعات القانونية أو من حيث الممارسات العملية والفعلية في هذا المجال، ومن ثم معرفة أسباب هذا التضارب أو الإختلاف إن وجد.الفصل الثالث: إن الفصل الثالث والأخير، وكان في الأصل بحثاً بعنوان " أثر العولمة في قطاع تكنولوجيا التعليم في الأردن " قُدم بداية إلى مجلة شؤون إجتماعية التي تصدر عن جمعية علماء الإجتماع والجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2004، وقد تم إختيار هذا البحث، فيما بعد، من جانب السيدة روكسانا زيا، مندوبة باكستان سابقاً في اليونسكو في باريس، لينشر ضمن فصول كتاب " العولمة، التحديث، والتعليم في العالم الإسلامي " الذي صدر عام 2006 عن دار نوفا في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الفصل يتم تسليط الضوء على السياسات التعليمية المتأثرة، بشكل مباشر، بالوسائل التعليمية الحديثة التي أفرزتها العولمة، إذ سعى العاهل الأردني إلى الربط بين القطاعين العام والخاص في المجال التعليمي عبر ما أطلق عليه مبادرات ريتش R.E.A.C.H وإبراز المفهوم الذي ركز عليه الخطاب الملكي المتمثل بـ "الإقتصاد المعرفي" الذي يسعى من خلاله صاحب القرار إلى إدماج التعليم الأردني، ليس فقط بالإقتصاد المحلي والإقليمي، بل بالإقتصاد العالمي "المعولم" أيضاً.