تعد قضية النبوة -في رأيي- من أهم القضايا الإنسانية وذلك أن الإيمان بنبوة معينة أو عدم الإيمان بالنبوة عامة يعد ركيزة أساسية في تشكيل عقيدة الإنسان التي ينبثق عنها سلوكه وتصرفه.هي قضية شغلت ولا تزال تشغل فكر أصحاب الديانات المختلفة، وكثيراً ما أدت إلى خلاف وجدال ونزاع على الإنسانية كثيراً من الوقت والجهد والمال بل والدماء، وليس م...
قراءة الكل
تعد قضية النبوة -في رأيي- من أهم القضايا الإنسانية وذلك أن الإيمان بنبوة معينة أو عدم الإيمان بالنبوة عامة يعد ركيزة أساسية في تشكيل عقيدة الإنسان التي ينبثق عنها سلوكه وتصرفه.هي قضية شغلت ولا تزال تشغل فكر أصحاب الديانات المختلفة، وكثيراً ما أدت إلى خلاف وجدال ونزاع على الإنسانية كثيراً من الوقت والجهد والمال بل والدماء، وليس معظم ما نراه اليوم على الساحة السياسية والعسكرية -في رأيي- إلا صدى الإيمان بالنبوات المختلفة.أما كتابنا هذا هو الحلقة الثانية في سلسلة دراسات لنا عن قضية النبوة بدأناها بكتابنا "ميزان النبوة" الذي حاولنا فيه وضع موازين عقلية والتأصيل لها ما أمكن من الكتب السماوية تمكننا من التفريق بين نبي صادق ومدع كاذب.أما كتابنا هذا "النبي الخاتم.. هل وجد؟ ومن يكون؟ فهو محاولة لدراسة قضية "ختم النبوة" انطلاقاً من كافة الزوايا والتصورات عقلية كانت أو نصية، لا من زاوية دين معين و فرقة بعينها.فليس الأمر كما قد يتصوره كثير من أن المسلمين وحدهم هم فقط من تعينهم هذه القضية ويؤمنون بختم الإسلام للنبوات، فهناك أيضاً من يؤمن بختم النبوة باليهودية، وهناك من يؤمن بختمها بالمسيحية ومن يؤمن بختمها بالمانوية أو بغير ذلك من الأديان، وهي عقيدة تحول بين المرء وبين النظر في صدق أية دعوى جديدة للنبوة ومن هنا كانت مزيتها إن صحت وخطورتها إن بطلب.كما أن هناك دعاوى منبثقة عن كافة الأديان تنكر عقيدة "ختم النبوة" على الإطلاق وتدعى استحالة العقلية، وتفهم ما ورد فيها من نصوص -تؤمن بها- فهماً خاصاً، وترى أن النبوة مستمرة إلى نهاية العالم.مع كل هؤلاء وهؤلاء كانت لنا وقفة متأنية في هذه الدراسة حاولنا فيها توخي الموضوعية والصدق ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.