نبذة النيل والفرات:يمكن القول إن ظهور التربية كان ملازما لظهور الإنسان، بحيث أنه كان لزاما عليه أن يتعلم كيف يستمر في حياته منتصرا على عوائق الطبيعة بحيث يعيش ومؤمنا قوته وهو معدوم الحيلة. لذا كان التحدي الكبير في تعلم الدفاع عن النفس وفي تعلم توفير الطعام. ومن هنا البداية حيث إن التربية اتسمت بالطابع الذاتي المرتبط بالواقع، وبو...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يمكن القول إن ظهور التربية كان ملازما لظهور الإنسان، بحيث أنه كان لزاما عليه أن يتعلم كيف يستمر في حياته منتصرا على عوائق الطبيعة بحيث يعيش ومؤمنا قوته وهو معدوم الحيلة. لذا كان التحدي الكبير في تعلم الدفاع عن النفس وفي تعلم توفير الطعام. ومن هنا البداية حيث إن التربية اتسمت بالطابع الذاتي المرتبط بالواقع، وبواسطة الأم بالدرجة الأولى والأب بالدرجة الثانية. وما معلم المدرسة اليوم إلا بديل عن الأبوين اللذين كانا قديما المسؤولين الوحيدين عن تربية الأولاد ورعايتهم وتعليمهم ما هو ضروري من وظائف تتعلق بمختلف نواحي الحياة من صحية وقتالية وترويحية.ومع وجود الصعوبات التي تواجه الأبوين في سد حاجات الأبناء الجسدية من طعام وكسوة ومأوى وانشغالهما في تأمينها كان عجزهما عن تعليم شؤون الحياة الروحية التي كان يهتم بها الإنسان البدائي حيث كان يؤمن بالأرواح والقوى الغيبية ويمارس الطقوس المختلفة لأهداف مختلفة، ما دفع بالأبوين إلى الإستعانة بخبراء القبيلة أو بالعرافين الذين يعرفون أخبار هذه القوى المستترة ويرئسون الطقوس التي تقام استرضاء لها. الأمر الذي جعل القبيلة كمدرسة شأنها شأن مدرسة البيت تساعد الأجيال الناشئة على التكيف وفقا لبيئتهم وتعمل على نقل التراث الثقافي إليهم. ومع تعاقب الأجيال والقرون وبعد أن استنبطت اللغة المكتوبة بدأت ترتسم بعض معالم المدرسة على يد طبقة الكهان في المعابد وطبقة الكتاب في قصور الملوك ومخازن التجار.وبعد مخاض تاريخي طويل، وتجربة إنسانية بعيدة الجذور، وبعد نضج متراكم عبر الزمان وجهد موصول على مديد الأيام، كانت الثورة التربوية التي شهدنا وما زلنا نشهد بذورها في السنوات الأخيرة حيث انتفضت في وجه الإطار القديم الذي عرفته منذ مئات السنين، إطار الصف والمعلم والتلميذ محاولة تخطي هذا الإطار متحدثة عن تربية تتجاوز المدرسة إلى تربية تتم خاصة عن طريق وسائل الإعلام الحديثة وعن طريق التقنيات الحديثة، إلى تربية تتجاوز سنوات الدراسة المألوفة ومرحلة العمر المعروفة وتتجه إلى مراحل العمر جميعها وتستمر من المهد إلى اللحد.من جهة ثانية يجب الإشارة إلى أن التربية هذه حملت بذورا نفسية وهيأت لأجواء شكلت مدخلا لظهور علم النفس المدرسي الذي قلب الموازين بحيث جعل هدف التربية التلميذ الفرد في مجتمع يؤثر فيه بدلا من الهدف الذي كان أصلا يركز على المادة التعليمية وإتباع شتى الأساليب العنفية لاستدخال المعلومات في ذهن التلميذ. فبدخول علم النفس إلى الميدان التربوي والتعليمي أصبح الإهتمام بالطفل آخذين في الإعتبار ميوله واستعداداته وقدراته والعمل بالتالي على تنمية جميع مظاهر النمو عنده.وفي هذا السياق تطرق هذا الكتاب إلى عدة موضوعات مرتبطة بالتربية المقرونة بالتعليم ومنها : المفهوم والتعريف والتمييز بين التربية والتعليم. التربية من منظور تاريخي: التربية في العصور القديمة. التربية اليونانية. التربية الرومانية. التربية المسيحية. التربية في العصر الوسيط. التربية العربية. التربية في عصر النهضة. التربية الكاثوليكية. التربية في القرن السابع عشر. التربية في القرن الثامن عشر. التربية في القرن التاسع عشر. التربية في القرن العشرين أو التربية الحديثة. ميدان علم النفس المدرسي. التعريف. الإطار العام. ماذا يستفيد المدرس من علم النفس المدرسي. علم النفس المدرسي كعلم نفس علائقي. خدمات علم النفس المدرسي. سيكولوجية المعلم.