حوارات عقائدية بتحليل عقلي رصين, وشواهد قرآنية محكمة مستلة من تفسير منشور جاويدنبذة النيل والفرات:لقد حثّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن الكريم لما لها من الثواب والفاعلية في سمو الروح ونقاء القلب. ولكن من المُسلّم أن الهدف من هذه الدعوة لا ينحصر في ذلك، بل الهدف النهائي المتوخى من تلاوة القرآن الكريم أن تكون ...
قراءة الكل
حوارات عقائدية بتحليل عقلي رصين, وشواهد قرآنية محكمة مستلة من تفسير منشور جاويدنبذة النيل والفرات:لقد حثّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن الكريم لما لها من الثواب والفاعلية في سمو الروح ونقاء القلب. ولكن من المُسلّم أن الهدف من هذه الدعوة لا ينحصر في ذلك، بل الهدف النهائي المتوخى من تلاوة القرآن الكريم أن تكون التلاوة مقدمة للتدبر في معاني القرآن الكريم ومفاهيمه السامية والعمل وفقاً لما ورد فيه من أوامر ونواهي وإرشادات. ثم إن التدبر في آيات الذكر الحكيم يتم بصورتين: الأولى: أن يستعرض المفسر أو المفكر آيات السورة الصورة متسلسلة وبمعنى النظر فيها ويكتشف حقائقها ويصل إلى مرادها، وهذا الأسلوب هو الأسلوب المتبع قديماً حيث المفسرون يفسرون القرآن الكريم بصورة ترتيبية، ولقد دوّنوا دورات تفسيرية كثيرة اعتماداً على هذا الأسلوب. الثانية: أن القرآن الكريم تحدث عن الكثير من الحقائق والموضوعات، سواء ما كان يتعلق بالآفاق أو بالأنفس، أو ما يتعلق بالأمور الفردية أو الاجتماعية، أو الأمور التشريعية والتكوينية، وفي مناسبات مختلفة حيث ترى أنه يعاود الحديث عن الموضوع في أكثر من آية، وفي أكثر من سورة وفي كل مرة يسلط الضوء على جانب من جوانب ذلك الموضوع، فقد تتوزع الآيات التي تتحدث عن موضوع محدد على أكثر من عشر سور من سور القرآن الكريم، فحينئذ لو تصدى المفسر، الذي يريد إدراك حقيقة ذلك الموضوع واكتشاف مكنونه، لجمع تلك الآيات المتفرقة ووضع بعضها إلى جنب البعض الآخر ودرسها دراسة متناسقة مترابطة، لانفتحت أمامه آفاق كثيرة من العلم والمعرفة وانكشفت الحقيقة بأحلى صورها. وهذا هو المنهج الذي اتبع في "التفسير الموضوعي" والذي مثل الجزء الأول من موسوعة "مفاهيم القرآن" وقد اشتملت هذه الموسوعة على مواضيع عقائدية متنوعة انطلاقاً من رؤية قرآنية، وتقع تلك الموسوعة في عشر مجلدات، وبما أن تلك الموسوعة باللغة العربية، والمتطلعون إليها الناطقون بالفارسية فقد تمّ تدوين تفسير موضوعي باللغة الفارسية تحت عنوان "منشور جاويد" أي "الميثاق الخالد" وبصورة أشمل وأوسع حيث اشتملت الموسوعة على أربعة عشر جزءاً، كما اشتملت تلك الموسوعة على موضوعات وسائل كثيرة ومتنوعة: عقائدية، اجتماعية، أخلاقية، تاريخية، بالإضافة إلى وجود الكمّ الهائل من التساؤلات والإشكالات والإشارات والحلول القويمة والمعمقة لها. ولأهمية عن التساؤلات وقيمة تلك الحلول والإجابات بالنسبة إلى الكثير من الخطباء والمحدثين والكتاب، فقد تمّ التصدي ومن خلال المراجعة المستمرة للموسوعة المذكورة لاستخراج الإجابة للرد على الاستفسارات الكثيرة الواردة في هذا الخصوص، وتمّ تدوين تلك الإجابات وتنظيمها في هذين المجلدين المستقلين باللغة العربية.