قامت في العراق الدولة العباسية، وأصبحت بغداد قبلة العالم الإسلامي، وترعرعت فيها الآداب والعلوم، والفنون كما شيدت المدارس ودور العلم والمكتبات، والبيمارستانات، وشيدت فيها القصور والدور، وازدهرت فيها الحدائق والبساتين. وسرعان ما تدخل الغرباء في الجهاز الحكومي العباسي، فوقعت الخلافة تحت وطأة النفوذ البويهي (334هـ/945م)، وبعدها دخل ...
قراءة الكل
قامت في العراق الدولة العباسية، وأصبحت بغداد قبلة العالم الإسلامي، وترعرعت فيها الآداب والعلوم، والفنون كما شيدت المدارس ودور العلم والمكتبات، والبيمارستانات، وشيدت فيها القصور والدور، وازدهرت فيها الحدائق والبساتين. وسرعان ما تدخل الغرباء في الجهاز الحكومي العباسي، فوقعت الخلافة تحت وطأة النفوذ البويهي (334هـ/945م)، وبعدها دخل السلاجقة بغداد، وأزالوا الحكم البويهي سنة (447هـ/1055م) حتى تمكن الخليفة الناصر لدين الله سنة (590هـ/1193م) من القضاء نهائياً على النفوذ السلجوقي في العراق، وتمتعت الخلافة باستقلال تام، الى أن وطأت أقدام المغول بغداد سنة (656هـ/1258م)، وبه تكون نهاية الخلافة العباسية في بغداد.هذه الدراسة تحاول البحث في تطور كل ما يتعلق بأهل الذمة في بغداد، خلال المدة (334-656هـ/945-1258م)، وتكمن أهمية الموضوع في عدم وجود دراسة اكاديمية متخصصة لأحوال أهل الذمة الإجتماعية، والفكرية في بغداد خلال هذه المدة، مع تأكيد الباحث بوجود دراسات اكاديمية عالجت موضوع أهل الذمة وشملت جوانب عديدة لعصور مختلفة بالدراسة والبحث والتحليل.وقد تضمن هذا الكتاب: تمهيده، وأربعة فصول، وخاتمة، وقائمة الملاحق، أوضح التمهيد الواقع السياسي لمدينة بغداد حاضرة الخلافة العباسية، ومنتدى الفكر، والادب خلال مدة التسلط الاجنبي. اما الفصل الاول فهو: (الذميون في بغداد قبل مدة الدراسة) ويتضمن الحديث عن مصطلح أهل الذمة، وتطوره، واختلافه عن مصطلح أهل الكتاب، ثم تناول الإلتزامات المالية الواجبة على أهل الذمة. أما الفصل الثاني فقد تناول سياسة الدولة تجاه أهل الذمة. ثم تحدث الفصل الثالث عن الأحوال الاجتماعية لأهل الذمة في بغداد. اما الفصل الرابع فقد تناول الاحوال الفكرية لاهل الذمة في بغداد.وأخيراً الخاتمة، دارت حول إثبات دور مشاركة الذميين في الحياة العامة، وعلاقتهم بالسلطة والمجتمع، وأثرهم وتأثرهم بذلك المجتمع.