ما أكثر النعوت المتناقضة التي أطلقت لتوصيف فيدل كاسترو من قبل أجهزة الاعلام والصحافة على مدى يجاوز الثلاثين عاما ؛ ولو أصغينا لما قيل فلن نقبض إل على الحيرة :هل هو ديكتاتور مستبد أم ديمقراطي فتح أبواب الأمل لشعب بائس ؟ أهو مسيح جديد أم ارهابي لايقر إلا بالعنف والدم لغة وحيدة ؟ هل هو نموذج مغاير لقيادات العالم الثالث أم أنه نسخة ...
قراءة الكل
ما أكثر النعوت المتناقضة التي أطلقت لتوصيف فيدل كاسترو من قبل أجهزة الاعلام والصحافة على مدى يجاوز الثلاثين عاما ؛ ولو أصغينا لما قيل فلن نقبض إل على الحيرة :هل هو ديكتاتور مستبد أم ديمقراطي فتح أبواب الأمل لشعب بائس ؟ أهو مسيح جديد أم ارهابي لايقر إلا بالعنف والدم لغة وحيدة ؟ هل هو نموذج مغاير لقيادات العالم الثالث أم أنه نسخة أخرى لاتختلف عن أولئك الزعماء الذين استولوا على السلطة في غفلة من الشعوب والتاريخ ومكنوا لأنفسهم بالحديد والنار والخطابة وخيان مصالح الشعب ؟لكن كيف تسنى لكاسترو ، الزعيم الكاريزمي الساحر لجزيرة كوبا الصغيرة التي تبعد عن الولايات المتحدة تسعين ميلا فقط ، أن يستمر في قمة هرم السلطة دون منازع حتى اليوم رغم تحديده السافر والمتواصل للجارة القوية ليس فقط في أميركا اللاتينية – حيث حقل نفوذها التقليدي – وإنما في أفريقيا وآسيا أيضا ؟ثم ما هو مصير كاسترو ؛ ذلك الذي ألهب ذات يوم – مع رفيقه غيفارا مخيلة شبيبة العالم وحركات الطلبة والثوريين المثاليين على امتداد القارات ؛ في عالم اختلفت فيه قوانين ومنطق العب الدولية التي استند البها كاسترو لإقامة سلطته في كوبا والقيام بمغامراته في االعلم ؟هذا الكتاب يحاول أن يفك أطراف الأسطورة وأن يحل أسرار اللغز من خلال رصد دقيق وشامل لعقل وسلوك وتاريخ شخصية متفردة قلما شهد لها التاريخ مثيلا .