رواية «زمن المزمار الأحمر» للروائية والفنانة التشكيلية الكويتية ثريا البقصمي هي مذكرات سنة من الإقامة في موسكو السوفياتية لدراسة اللغة الروسية، تحاول البقصمي فيها الإمساك بخيوط حكاية ذاتية مشوقة تروي تلك المذكرات...وتحاول البقصمي أن تقدم للقارئ محاكمة سلوكية للنظام السوفياتي في فترة السبعينيات، وتسعى إلى تسجيل عدد كبير من الإدان...
قراءة الكل
رواية «زمن المزمار الأحمر» للروائية والفنانة التشكيلية الكويتية ثريا البقصمي هي مذكرات سنة من الإقامة في موسكو السوفياتية لدراسة اللغة الروسية، تحاول البقصمي فيها الإمساك بخيوط حكاية ذاتية مشوقة تروي تلك المذكرات...وتحاول البقصمي أن تقدم للقارئ محاكمة سلوكية للنظام السوفياتي في فترة السبعينيات، وتسعى إلى تسجيل عدد كبير من الإدانات الساخرة والهازئة والمتهكمة على ذلك النظام... حيث تشكو البقصمي من «جنرال الثلج الأبيض» (النظام الدكتاتوري السوفياتي) ومن «مزماره الأحمر»، (الذي يرمز إلى البروباغندا الشيوعية التي تلزم الواقفين في طوابير الحصول على الخبز واللحوم أن يصفقوا ويهتفوا أمام شعارات لا يصدقونها لكنهم ملزمون بالانصياع لأوامرها)...والمدهش في الرواية قدرة البقصمي على تقديم بانوراما متنوعة لتفاصيل عيش الطلاب الأجانب في مبنى «البادفاك» الموسكوبي، بما يحتويه من فضائح أخلاقية وجنسية...يعد عمل البقصمي، نموذجاً فريداً وجذاباً في حياكته تفاعل شخصيات عربية وعالم ثالثية مع النظام السوفياتي، بما تحتويه تلك الشخصيات من مفارقات وسلوكيات فضائحية تستفز ذائقة التهكم الضاحك عند القارئ، وتدفعه إلى متابعة القراءة لأحداث ومواقف أصبحت في ذمة تاريخ انقضى وانتهى مع نهايات القرن العشرين. شخوص ذاكرتها ساروا أمامها في طابور ملتوي، يتزعمهم رئيس جمهورية أحلام الورق، طويل القامة، مهيب،يعلق على ظهره علماً يحمل شعار المطرقة والمنجل، ينفخ في مزمار أحمر، وكل من في الطابور يصفق ويرقص ويهتف،إلا هي غارقة في إعادة ترتيب أحداث ذلك الزمن البعيد، وتحاول الإمساك بخيوط الحكاية وإعادة نسجها كما يحلو لها.أو تتحول إلى ما يشبه محطة قاطرات قادمة من الشرق، وفي كل قاطرة حكاية لها وجه وفم وعينان، أبطالها شخوص احتضنتهم نغمات المزمار الأحمر.