يعرض هذا الكتاب موضوع الإعلام الدولي من جوانب ورؤى مختلفة من خلال التركيز على عدد من التيارات ومالكي اسهم وسائل الإعلام الدولية، والممارسات والانشطة التي يقدمها هذا النوع من الاعلام. ولا يحاول الكتاب الترويج لاي مدرسة او مذهب فلسفي او أيديولوجي ناحية اليمين او اليسار، بل انه يبحث في تقديم معلومات متوازنة عن التيارات الدولية ذات ...
قراءة الكل
يعرض هذا الكتاب موضوع الإعلام الدولي من جوانب ورؤى مختلفة من خلال التركيز على عدد من التيارات ومالكي اسهم وسائل الإعلام الدولية، والممارسات والانشطة التي يقدمها هذا النوع من الاعلام. ولا يحاول الكتاب الترويج لاي مدرسة او مذهب فلسفي او أيديولوجي ناحية اليمين او اليسار، بل انه يبحث في تقديم معلومات متوازنة عن التيارات الدولية ذات الطابع النظري او الثقافي او الاقتصادي او السياسي العام او العلاقات الخارجية. وبالاضافة الى ذلك ومن اجل توفير اطار فهم مشترك للتفاعل بين مناخ الإعلام الدولي والاقتصاد العالمي، يوثق هذا الكتاب عن الإعلام الدولي اهم الاحداث التاريخية التي تربط بين الجانبين. ويعرض هذا الكتاب كذلك، موضوع الاندماجات الصناعية والاستثمارات التجارية العابرة للحدود الوطنية.تكتسب تكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة اهمية ومكانة اساسية في ثورة الإعلام الدولي، لا تقل مكانة عن اهمية حدث اختراع الطباعة للثورة الصناعية. وفي هذا السياق يبحث هذا الكتاب عن آثار تكنولوجيا الاتصال الحديثة وأدوارها، فيتعرض لموضوع القنوات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والانترنت. ومن المهم ايضا في تقديم المعلومات الاساسية عن وسائل الإعلام الدولية، فهم مناظرة الإعلام الدولي التي تطورت داخل منظمة الامم المتحدة للتبيرة والثقافة والعلوم (اليونسكو). تلك المناظرة التي كانت تتعلق بالنظام العالمي الجديد للمعلومات والاعلام، وكانت في غاية الأهمية لانها عبرت باستمرار عن فلسفتين مختلفتين ومتواجهتين، ولكل منهما مجموعة من المؤيدين على مستوى الدول وعلى مستوى الافراد. وبسبب اهتمام هذه المناظرة بالثقافات والفلسفات في ارجاء العالم المختلفة، فإن الكتاب يشرح ظاهرة الاستعمار الالكتروني وآثار افلام هوليود وغيرها من المنتجات الاعلامية الصناعية على الثقافات العالمية. وفي مجال حرية الصحافة، يدعم فريق من الدول حرية الصحافة بغض النظر عن كل الاثار الاقتصادية والثقافية التي تؤدي اليها. وفي المقابل، تدعم مجموعة اخرى من الدول فكرة تدخل الحكومات وغيرها من المؤسسات ضد تأكيد الصبغة التجارية للإعلام الدولي. وبسبب الادوار التي لعبتها كل مجموعة من الدول، وموافقتها ووكالاتها وقياداتها، فقد تم التركيز على المناظرة بشكل مكثف وكبير في هذا الكتاب. وعلى الرغم من انني قدمت إشارات نظرية عن مفهوم الاستعمار الالكتروني وبعض الجوانب التاريخية لمناظرة النظام العالمي الجديد للمعلومات والإعلام في كتب وأعمال سابقة، فإن هذا الكتاب يتوسع في عرض ومناقشة هذه القضايا ويعرض تطوراتها وتأثيراتها المعاصرة.اما الموضوع الاساسي الثاني في هذا الكتاب فيركز على التطبيقات والاثار الاقتصادية للإعلام الدولي، وفي الوقت الذي لا يمكن معه فصل اقتصاديات صناعات الإعلام الدولي عن مناظرات السياسات الحكومية والثقافية، فإنه لابد من الاشارة الى ان اغلب مؤسسات الإعلام الدولي مؤسسات مستقلة وفاعلة وتجارية وتتنافس بشراسة وعدائية فيما بينها. ومن المهم الاشارة هنا ايضا، الى ان هذه الوسائل تملك تأثيرات دولية على المناخ الاعلامي داخل وخارج حدودها الوطنية. وبالتالي فإن أي كتاب عن الإعلام الدولي، سوف يكون ناقصا اذا لم يتطرق او يربط بين الموضوعين الرئيسيين السابقين: فهم تاريخ مناظرة النظام العالمي الجديد للمعلومات والإعلام والاثار الاقتصادية للإعلام الدوليز وعلى سبيل المثال، فإن أي مراجعة لمناظرة النظام العالمي الجديد للمعلومات والإعلام لا تشير الى سي إن إن CNN او بي بي سي BBC، ستتجاهل الوضع الراهن للإعلام الدولي وجوانبه الاقتصادية. كما ان أي كتاب يركز على الانترنت او على أي شكل من وسائل الإعلام الجديدة، ويتجاهل المناظرة الفلسفية سوف يفشل في توفير الرؤى التاريخية والثقافية اللازمة لفهم اساليب عمل هذه الوسائل الجديدة. لقد ادى سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة الى تفوق مجموعة الدول ذات الاتجاه التجاري على مناظرة النظام العالمي الجديد للمعلومات والإعلام. وينبغي على الدارسين في مجال الإعلام الدولي فهم جميع المتغيرات والموضوعات المتداخلة التي شكلت الإعلام الدولي والتغيرات المتلاحقة التي أثرت عليه.وينبغي علينا في الوقت الراهن الا نقلل من طبيعة وعمق التغيرات التي تتحقق في الإعلام الدولي. وكما أسهمت التغيرات الفكرية للمجتمعات الغربية في الوصول الى عصر التنوير (1600-1800)، فإننا نمضي اليوم في نفس الخطوات، حيث تؤثر مجموعة من التغيرات الأساسية على الإعلام الدولي. وتنسب إسهامات عصر التنوير الى مفكرين وفلاسفة ومخترعين أمثال فرانسيس بيكون، جون لوك، ادم سميث، جان جاك روسو، سير ايزاك نيوتن، كاثرين العظمى، (Francis Bacon, Johan Locke, Adam Rmith, Jean – Jacques Rousseau, Sir Isac Newton, Catherine the Great) وغيرهم. بينما تنسب التغيرات الكبيرة التي نعيشها اليوم الى سلسلة اخرى جديدة من المخترعين والمستثمرين والباحثين امثال مارشال ماكلوهان، بيل جيت، ستيف كيس، ستيف جوبز، تشارلز ساتشي، تيم برنارز لي، كارلي فيورينا (Marshall McLuhan, Bill Gates, Steve Case, Steve Jobs, Charles Saatchi, time burners-lee, Carly Fiorina). وغيرهم ممن قدموا إسهامات ووسائل ضرورية للعهد الجديد.ومن المهم هنا الإشارة الى ان هذه التغيرات الفكرية والثقافية لن تكون محصورة فقط على الاقتصاد او السياسة او التجارة او التربية، بل إنها ستؤثر على جميع هذه المجالات وعلى مفاهيمنا عن ذواتنا وعن مجتمعاتنا. لكن هناك مشكلة أساسية واحدة بشأن هذا التغير المنتظر، وقد بدأت في الظهور فعلا. تكمن هذه المشكلة في ان هذا المجتمع الجديد سوف يتمركز فقط في بعض أجزاء العالم، وتحديدا في قطاع الدول المركزية او تلك التي استفادت من عهد الثروة الصناعية وأسهمت بقوة في عصر المعلومات. وتجمع المعادلة التي تحكم التغير الجديد الذي بدأ فعلا في التحقق، بين طرفين متناقضين. ففي الطرف الأول هناك مجموعة صغيرة من الدول تملك إمكانية الدخول الى الانترنت والتلفزيون الرقمي والهواتف المحمولة، وفي الطرف الثاني من تلك المعادلة ملايين البشر الذين لم يتمكنوا بعد من استخدام الهواتف النقالة او قراءة الصحيفة او استخدام الكمبيوتر.