كان لكتاب توماس فريدمان الاستثنائي "العالم مسطح"، وهو من الكتب الأكثر مبيعاً، أثر على ملايين القراء إذ فتح عيونهم على رؤية جديدة للعالم. أما في هذا الكتاب الهام الذي بين أيدينا، فإن فريدمان يزودنا بنظرة مبتكرة ومثيرة إلى اثنين من أخطر التحديات التي نواجهها اليوم، وهما أزمة البيئة العالمية وتضعضع مواقف أميركا وأهدافها الوطنية بعد...
قراءة الكل
كان لكتاب توماس فريدمان الاستثنائي "العالم مسطح"، وهو من الكتب الأكثر مبيعاً، أثر على ملايين القراء إذ فتح عيونهم على رؤية جديدة للعالم. أما في هذا الكتاب الهام الذي بين أيدينا، فإن فريدمان يزودنا بنظرة مبتكرة ومثيرة إلى اثنين من أخطر التحديات التي نواجهها اليوم، وهما أزمة البيئة العالمية وتضعضع مواقف أميركا وأهدافها الوطنية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر. ويقدم فريدمان، في الكتاب، وصفاً أصيلاً لوضع أميركا الحالي ويبين الترابط الوثيق بين حلول هاتين المشكلتين الكبيرتين -كيفية استعادة العالم وإحياء أميركا في الوقت عينه.يظهر فريدمان كيف أن تزامن ارتفاع حرارة الأرض والتزايد السكاني السريع والتكاثر المذهل للطبقة الوسطى في العالم نتيجة للعولمة قد أنتج عالماً حاراً ومسطحاً ومزدحماً. وسيصبح التغلب على المشاكل مستعصياً بعد بضع سنوات -ما لم نبذل مجهوداً، على نطاق عالمي، للإقلاع عن ممارساتنا غير الفعالة والمبددة للطاقة واتباع استراتيجية للطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة والمحافظة عليها، يدعوها فريدمان "الهدف الأخضر". ويشكل ذلك الهدف، برأي المؤلف، تحدياً عظيماً، لكنه أيضاً فرصة هائلة يجب ألا نفوتها، وهي لن تؤتي ثمارها إلا إذا التزمت بها أميركا وقادتها.ويبين فريدمان، بأسلوبه الشيق، أن الثورة الخضراء التي نحتاجها لا تشبه أي ثورة أخرى شهدها العالم، وستكون أعظم مشروع ابتكاري على مر التاريخ على الرغم من صعوبته وتعقيداته. لكنه سيغير كل شيء تقريباً بدءاً من وقود السيارة وصولاً إلى فاتورة الكهرباء. غير أن الفائدة لن تقتصر على الهواء النظيف، بل تشمل دفعنا إلى حشد أهم مواردنا البشرية، ألا وهي إمكانياتنا الفكرية والإبداعية وشجاعتنا واهتمامنا بالمصلحة العامة.