منذ أصدر مجموعته الأولى (17 قصيدة) عام 1954 خرج الشاعر السويدي توماس ترانستروممر (1931) على الناس شاعراً متميزاً حيث عد ديوانه البكر هذا كأفضل مجموعة شعرية صدرت في السويد خلال عقد الخمسينات. وعاماً بعد آخر في ديوان إثر آخر، ترسخت تجربته الشعرية حتى أصبح أشهر سويدي نال من التوصيفات الأدبية ما لم ينله سواه من معاصريه.فقد وصف في مق...
قراءة الكل
منذ أصدر مجموعته الأولى (17 قصيدة) عام 1954 خرج الشاعر السويدي توماس ترانستروممر (1931) على الناس شاعراً متميزاً حيث عد ديوانه البكر هذا كأفضل مجموعة شعرية صدرت في السويد خلال عقد الخمسينات. وعاماً بعد آخر في ديوان إثر آخر، ترسخت تجربته الشعرية حتى أصبح أشهر سويدي نال من التوصيفات الأدبية ما لم ينله سواه من معاصريه.فقد وصف في مقدمة الطبعة الإنجليزية لأعماله الشعرية الصادرة في نيوجرسي عام 1987 بأنه واحد من أفضل شعراء العالم. وفي خطاب نيله جائزة نيستردات العالمية في الأدب عام 1990 أشيد بكونه واحداً من الشعراء الأكثر تفرداً في هذا العصر. منذ مجموعته الأولى وفي عشر أخرى تلتها، حاول ترانسترومر أن يتحرر من الزمن المحدود والمكان المحدود حيث ولد وعاش ذاتاً وعايش موضوعاً في وطنه السويد. وسعى بأناة شاعر رؤيوي إلى أن يخلق مكانه الخاص في لحظة كونية حيث الزمن إنساني والمكان متجاوز للجغرافيا التعسفية.البيئات البعيدة "الأخرى" ترسخت في روحه، واستحال الوعي إلى تكوين شفاف في أقاليم اللاوعي. وصار الشاعر لا يجد نفسه متوازياً إلا في النقطة التي يرى فيها الحقيقتين: الجانبين: فالعالم عالمان وهو لا يراه إلا واحداً. وفي مقابلة صحيفة معه في نيويورك عام 1979 يتحدث ترانسترومر في السياق ذاته. "اكتب دائماً على خط الحدود-الحد الفاصل بين العالم الداخلي والعالم الخارجي، أسمى ذلك "حاجز الحقيقة" لأنها النقطة الفاصلة ذاتها التي تمكننا من امتلاك الحقيقة". وقد جسد هذه الفكرة في أحد مقاطعه الشهيرة: "حقيقتان تقتربان من بعضها بعضاً واحدة قائمة من الداخل، وأخرى قادمة من الخارج، وحيث تجمعات يتسنى للمرء أن يرى نفسه".والكتاب الذي بين أيدينا يحتوي على ترجمة عربية لديوان توماس ترانسترومر "ليلاً على السفر" بالإضافة إلى بعض المختارات الشعرية والتي كان الشاعر "ترانسترومر" قد أصدرها في دواوين سابقة لهذا الديوان الجديد.