هنالك الكثير من المؤلفات التي تقدم الكتاب المقدس، ولكن الفكرة من وراء هذا الإصدار أتت أولاً من الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط، إذ رغبت في تأليف كتاب شرقيّ صميم، غير مستورد وغير منقول عن لغات أجنبية، يناسب الإنسان الشرقي في لسان عربي واضح أصيل. وثانياً ثويت هذه الفكرة بسبب الحاجة إلى مثل هذا التقديم المباشر ال...
قراءة الكل
هنالك الكثير من المؤلفات التي تقدم الكتاب المقدس، ولكن الفكرة من وراء هذا الإصدار أتت أولاً من الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط، إذ رغبت في تأليف كتاب شرقيّ صميم، غير مستورد وغير منقول عن لغات أجنبية، يناسب الإنسان الشرقي في لسان عربي واضح أصيل. وثانياً ثويت هذه الفكرة بسبب الحاجة إلى مثل هذا التقديم المباشر الصحيح الذي يعالج قضايا الشرقيين والغرب، وعرب حول الكتب المقدسّة، وهي قضايا لا يعرفها العالم الغربي وتجهلها أو تغفلها مقدمات الكتاب المقدّس الغربية، كمسائل الإعجاز والتحريف وغيرهما. والدافع الثاني ينطلق من أن السيد المسيح، هو "المشرق من العلاء" بل هو العلاء المشرق والشرق العليّ، بحيث إن الكتب المقدسة إشراقة شرقية. وقد صدق ذلك المحلّل اللبناني الذي شكا يوماً أن "الكتاب المقدس نشأ شرقياً ولقطه الغرب فما عتّم أن عاد إلينا كتاباً غربياً!".وهذا الإصدار الذي بين يدينا يروم أن يعود من غير ادعاء إلى شرقية الأسفار المقدسة الملهمة الموحى بها. وعلى هذا الأساس يقدم هذا الكتاب للقارئ الشرقي أولاً، ولأي قارئ مستشرق ثانياً: مؤلفين في مجلّد واحد تحت عنوان "الكتاب المقدس بين العلم والإيمان": 1-"مقدمة شرقية للكتاب المقدس"، ستكون فصلاً من "التعليم المسيحي للبالغين". تحاول هذه المقدسة، بأسلوب بسيط، أن تجيب على الأسئلة الأساسية حول كلمة الله المكتوبة: لماذا الكتاب المقدس وكيف تم الوحي والإلهام وكيف وصلت الكلمة الإلهية من غير تحريف وكيف يجب تفسيره تفسيراً صحيحاً وهل من ميزاته الإعجاز اللغوي والتنبؤ العلمي؟ وما أغفل السؤال المحرج: هل يقبل العهد القديم ككلمة إلهية وخصوصاً الفقرات التي تبدو لا أخلاقية أو عنصرية؟2-"بيئة الكتاب المقدس" في عهديه القديم والجديد، التي كانت في بادئ الأمر بيئة صحراوية بدوية بدائية قبلية عشائرية واقتحمتها الدول والممالك من أشور وبابل ومصر إلى مقدونية واليونان وروما والهرادسة (جمع هيرودس) حتى أصبح الإطلاع على ذلك الواقع التاريخي الجغرافي المحلّي والدولي القديم ضرورياً لفهم الكتب المقدسة.