لقد وجدت أن البيان أو اللسان العربي في حقبته الأولى انبنى على النقل والمجانسة والمطابقة والرد اللامتناهي وهي أسس يسير عليها اللسان العربي في حقبة تأسيسه الأولى, والدراسات التي افترضها تتبع المنهجية ذاتها والتي تسير وفق الرؤية ذاتها ستغني الباحث كثيراً في تكوين تصور كامل عن اللسان العربي في مسيرته الطويلة تلك التي قطعها ليصل إلين...
قراءة الكل
لقد وجدت أن البيان أو اللسان العربي في حقبته الأولى انبنى على النقل والمجانسة والمطابقة والرد اللامتناهي وهي أسس يسير عليها اللسان العربي في حقبة تأسيسه الأولى, والدراسات التي افترضها تتبع المنهجية ذاتها والتي تسير وفق الرؤية ذاتها ستغني الباحث كثيراً في تكوين تصور كامل عن اللسان العربي في مسيرته الطويلة تلك التي قطعها ليصل إلينا محملاً بأيديولوجياته ومنزلقاته ومجتازاً كل عقباته الكؤود وليؤسس لنا نظام معرفتنا كله ربما, محاولين أن نجتاز عقباتنا التي رسمها اللسان ذاته منذ تلك الحقبة وأولها النمط الإخباري الذي يتجسد في كل ممارساتنا الخطابية وغير الخطابية لنتخلص من الراوي العليم ومن الرائي ومن النبوة ذاتها تلك التي كرست كل النمط البياني العربي والعالمي وخصوصاً بعد أن أعلن عن موت الإله وإفلاس النظرية الإنسانية الحديثة.هل نبغي بذلك تأسيس ما بعد اللسان؟ بالتأكيد, ولكن ما هو شكل ما بعد اللسانهذا؟ وما هو انتظامه؟ وما علته الأساس؟ هذا ما ستجيبنا عنه حقبتنا المعاصرة وهو ما سيتجلى بوضوح في ممارساتنا الخطابية بالأساس. وأخيراً فالرد اللامتناهي يفتح أمامنا إمكانية واسعة للابتداء من أي مكان شئنا والانتهاء إلى أي غاية تشاء أيضاً على أن نصور الأمر وكأنه انخراطاً في المتعالي من جديد بل أن نبقي على مساحة للامعروف ولكل مجالات التخيل اللامحدودة قابلة للمعرفة الحقة.