بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسَّلام على أشرف المرسلين، سيِّدنا محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم. أختي الكريمة، هذه كلماتٌ مزيَّنةٌ بأريجِ زهر الإيمان، ومُعطَّرة بعِطْر الحياء، أزفُّها إليكِ؛ عسى ربُّنا أن يوفِّقنا لاتِّباع طريق الهُدى والتَّقوى، واجتناب طريق الضلال والغواية، لا شكَّ أن السعادة الحقَّة هي في اتِّباع هَدْي المصط...
قراءة الكل
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسَّلام على أشرف المرسلين، سيِّدنا محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم. أختي الكريمة، هذه كلماتٌ مزيَّنةٌ بأريجِ زهر الإيمان، ومُعطَّرة بعِطْر الحياء، أزفُّها إليكِ؛ عسى ربُّنا أن يوفِّقنا لاتِّباع طريق الهُدى والتَّقوى، واجتناب طريق الضلال والغواية، لا شكَّ أن السعادة الحقَّة هي في اتِّباع هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي جاء لإخراجنا - بإذن الله تعالى - من ظُلمات الهَوى إلى نور الإيمان والصِّدق مع الله في كلِّ أحوالنا وسلوكياتنا؛ حتَّى نكون من الفائزين في الدنيا والآخرة. ومن هنا، فإنَّني أخاطب فيك فِطْرتك السليمة، وقلْبَك الذي هو محل الإيمان؛ فإنَّ كل إنسان يريد أن يكون مرتاح البال، يَنْعَم بالسَّكينة والطُّمأنينة، ولن يَنالها إلا بطريقةٍ واحدة، هي السَّيْر في طريق العِفَّة والطهارة؛ مَظهرًا ومَخبَرًا، فقد جرَّبْنا كلَّ الطُّرق، فما وجَدْنا السعادة، وما وجدنا للحياة طعمًا ولا حلاوة، بل وجدنا ضيقًا في الصَّدر، وضَنكًا في المعيشة، فلِمَ لا نعود إلى الله القريب الحبيب، الذي يرانا ويعلم ما نخفي وما نعلن؟! الله الكريم الذي أنعم علينا بالنِّعم الجليلة، والخَيْرات العميمة، ألم تَشْتاقي إلى الصُّلح مع الله العظيم، وتقولي بمِلء فيك: يا ربِّ إنِّي عدتُ إليك، فاغفر لي يا كريم، واسترني يا سِتِّير؟ ولكي تصِلي إلى هذه المَنْزلة، وتتذوَّقي هذه الحلاوة ؛ تعالي معي في هذه المحطَّات الإيمانية السِّت.