لم يعد خطيب الجمعة اليوم إطارا يشتغل في الحقل الديني وحسب؛ بل بات أداة توظفها العديد من الوزارات والمؤسسات الأخرى؛ ففي اليوم العالمي للبيئة يلزم الخطيب بالحديث عن البيئة والنظافة..؛ وعند الدخول المدرسي يتطرق لأهمية طلب العلم -الأكاديمي طبعا-؛ وعندما ترتفع نسبة حوادث السير أو يصعَّد النقاش حول مدونة السير يعرج على أهمية احترام قا...
قراءة الكل
لم يعد خطيب الجمعة اليوم إطارا يشتغل في الحقل الديني وحسب؛ بل بات أداة توظفها العديد من الوزارات والمؤسسات الأخرى؛ ففي اليوم العالمي للبيئة يلزم الخطيب بالحديث عن البيئة والنظافة..؛ وعند الدخول المدرسي يتطرق لأهمية طلب العلم -الأكاديمي طبعا-؛ وعندما ترتفع نسبة حوادث السير أو يصعَّد النقاش حول مدونة السير يعرج على أهمية احترام قانون السير ودخول ذلك في المصالح المرسلة؛ وفي اليوم العالمي للمرأة يبرز أهمية المرأة ومكانتها في المجتمع؛ وفي اليوم العالمي لمحاربة السيدا يدق ناقوس الخطر من الأرقام الآخذة في الارتفاع يوما بعد آخر؛ وعند حلول الانتخابات يحض المواطنين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم؛ وهكذا الأمر في باقي الأيام العالمية والمناسبات الأخرى...وبذلك أصبح الخطيب المسكين رهين الأيام العالمية والمشاريع الوزارية؛ يلزم بالحديث عنها وبالمقابل يمنع من انتقادها أو التعرض لها حتى وإن خالفت الدين والمذهب أيضا..وهذا لا يعني أن الخطيب لا يجب أن يتطرق إلى بعض هذه المواضيع المذكورة؛ ولكن يجب أن يفسح له المجال ليتحدث عن الموضوع انطلاقا من وجهة شرعية محضة؛ بعيدا عن تسييس المنبر وفق منهج تغلب عليه التبعية للرؤية العلمانية لمثل تلك المواضيع.هذا الكتاب من تقديم: أ.د محمد عمارة.