في هذا الكتاب يحاول السياسي والنقيب والوزير السابق بشارة مرهج تشخيص أمراض ومعوقات الإصلاح وفق نظرة مستقبلية - خصوصاُ وأننا نعيش في كنف الألفية الثالثة، وعصر العولمة- وذلك من خلال تجربته كوزير للإصلاح الإداري وكمثقف وناشط سياسي في الحقل العام.نبذة النيل والفرات:يواجه لبنان كغيره تحديات تتعلق بالتقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي. ل...
قراءة الكل
في هذا الكتاب يحاول السياسي والنقيب والوزير السابق بشارة مرهج تشخيص أمراض ومعوقات الإصلاح وفق نظرة مستقبلية - خصوصاُ وأننا نعيش في كنف الألفية الثالثة، وعصر العولمة- وذلك من خلال تجربته كوزير للإصلاح الإداري وكمثقف وناشط سياسي في الحقل العام.نبذة النيل والفرات:يواجه لبنان كغيره تحديات تتعلق بالتقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي. لكن الوضع الراهن في لبنان يتميز بخصوصية تجعله في كثير من الأحيان بدول العالم الثالث التي تعاني من أزمات اقتصادية، لكنه يختلف عنها في أنه شهد عقدين من الحرب الداخلية التي تسببت في نشوء عدد من المشكلات المعقدة. وقد خرج لبنان من هذه الحرب بطبقة صغيرة تتمتع بالغنى مقابل طبقة واسعة من المحرومين، إضافة إلى طبقة وسطى دمّرتها الصراعات المستمرة. وللخروج من المآزق التي يعانيها لبنان، تدعو الحاجة إلى حكومة متوازنة قوية وكفوءة تستطيع جميع اللبنانيين حول رؤيا مشروع الدولة المدنية المنفتحة على آفاق التطور وعلى روح العصر وعلومه وتقنياته.يرى المؤلف وهو الذي خبر مدى الصعوبات التي تكتنف عملية الإصلاح الإداري في لبنان، إن لبنان يفتقد إلى إطار وطني صحيح لتنظيم الطاقات والقدرات التي تؤدي إلى تطوير الاقتصاد والمجتمع. ومن وجهة نظره فإن التجديد والمواكبة والمرونة لم تعد شروطاً للتقدم والنجاح فحسب إنما أصبحت ضرورية للبقاء والاستمرار في عالم مليء بالمخاطر متطور باستمرار. كما أن عملية تحديث الإدارة العامة مسألة تتجاوز السياق البيروقراطي إلى نموذج مثالي لا بد من استيحائه. وفي الإصلاح الإداري لا بد من أن تتلاءم المعايير المعتمدة مع الخصوصية الفكرية والثقافية ومع قيم المجتمع وتطلعاته.