ربما لم يكن ما يريده السينمائيون العرب, من الأفلام التي كانوا يصنعونها, قراءة القضية الفلسطينية, وتحليلها, والتعمق في فهمها, أو مخاطبة الرأي العام العالمي, ومناشدته, والتأثير به, فقاموا بالذهاب فوراً لرؤية الحل الذي يحلمون به, مجسداً على الشاشة, بنوا الانتصار الساحق, وساروا على طريق التحرير, وبدت فلسطين عند حدود الأصابع. إنها سي...
قراءة الكل
ربما لم يكن ما يريده السينمائيون العرب, من الأفلام التي كانوا يصنعونها, قراءة القضية الفلسطينية, وتحليلها, والتعمق في فهمها, أو مخاطبة الرأي العام العالمي, ومناشدته, والتأثير به, فقاموا بالذهاب فوراً لرؤية الحل الذي يحلمون به, مجسداً على الشاشة, بنوا الانتصار الساحق, وساروا على طريق التحرير, وبدت فلسطين عند حدود الأصابع. إنها سينما التعويض التي انبنت باعتبارها حاجة نفسية, لدى العاملين في السينما, بالموازاة, وبما هو ليس أقل مما لدى الجماهير ذاتها, لتجاوز واقعها, والتعويض بالوهم, أو بالخيال عنه, فلقد بدا كأن السينمائيين أكثر حاجة لرؤية هزيمة الجندي الصهيوني متحققة على الشاشة, من مجاميع المشاهدين الذين ذاقوا المرارة, على يد ذاك الجندي ذاته, وإذا كانوا لم يستطيعوا بمواجهته, في الواقع, شيئاً, فلماذا لا تكون السينما سبيلاً لتحقيق هذا الحلم, والتعويض عن خيبة الخسارات والهزائم في الواقع.