قال لها ربيع العربي:- أحاول أن أشدّ من همّتي في العمل بسماع صوتك الذي يصلني مليئاً بالحُبّ والعطف والحنان، فلا تتوقفي عن الكلام.- جعلَنا الجدار غريبَين.- وربما يكون فرَّقنا إلى الأبد.- ألا توجد بارقة أمل بموافقة والدكِ على زواجنا؟- هو على قناعة أنَّ الجدار جعلَ منا ومنكم غرباء، ويصرّ على أنكم أصبحتم في غربة.- بالأمس، الأمس القري...
قراءة الكل
قال لها ربيع العربي:- أحاول أن أشدّ من همّتي في العمل بسماع صوتك الذي يصلني مليئاً بالحُبّ والعطف والحنان، فلا تتوقفي عن الكلام.- جعلَنا الجدار غريبَين.- وربما يكون فرَّقنا إلى الأبد.- ألا توجد بارقة أمل بموافقة والدكِ على زواجنا؟- هو على قناعة أنَّ الجدار جعلَ منا ومنكم غرباء، ويصرّ على أنكم أصبحتم في غربة.- بالأمس، الأمس القريب عندما تقدمت لخطبتكِ رفض والدكِ زواجنا. أتعلمين ماذا قال لوجهاء البلدة الذين جاءوا لخطبتكِ؟- تعَلَّمَ أبي من الهجرات المتعاقبة والمذابح التي حرمته من إخوته وأخواته وفرّقتهم بعضهم عن بعض أنّ مَن يكُن خارج البيت غريباً.- قال لهم: "أنا لا أزوج بنتي غريبة".. نظر الرجال بوجوه بعضهم بعضاً مستغربين، وقال كبيرهم: "كيف غريبة وهي تتزوج في القرية نفسها، وسوف تسكن مع زوجها في (أبو ديس)؟". قال والدكِ: "لا، ليس في القرية نفسها!". ازداد استغراب الحضور مستهجِنين كلام والدكِ، وقال أحدهم: "كيف؟ وهو لا يفصل بين بيتكم وبيت العربي سوى هذا الجدار"!- أنتَ قلتَ: الجدار. الجدار جعلَنا في عالَمَين مختلفَين.- لكنه جدار!