نبذة النيل والفرات:كان الأدب الفارسي في فترة من فتراته الأولى أدب بلاط، حيث كانت موضوعات الأدب وثيقة بحياة الملوك ورجال الحاشية، ثم جاء العصر الحديث بتغييراته الشاملة في نظم الحكم، وأصبح الحاكم هو مجرد مواطن يتقلد منصباً ومكلفاً بأعمال من قبل أمته، لذا لم يكن لديه الحق، كما كان سابقاً، في توظيف عدد من الشعراء والكتاب بهدف مدحه و...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:كان الأدب الفارسي في فترة من فتراته الأولى أدب بلاط، حيث كانت موضوعات الأدب وثيقة بحياة الملوك ورجال الحاشية، ثم جاء العصر الحديث بتغييراته الشاملة في نظم الحكم، وأصبح الحاكم هو مجرد مواطن يتقلد منصباً ومكلفاً بأعمال من قبل أمته، لذا لم يكن لديه الحق، كما كان سابقاً، في توظيف عدد من الشعراء والكتاب بهدف مدحه وتبرير أخطائه، كما أدرك الشعراء أن واجبهم الوقوف بجانب شعوبهم، والتحدث عن القضايا التي تهم الوطن، من هنا اختلفت الأغراض، وتبعاً لذلك شهد الأدب الفارسي بأنماطه من شعر ومقالة وصحافة ومسرح وقصة تطرواً وكان له نمطاً جعلته يبدو في صورة غير تلك الصورة التي اتسم بها الأدب الفارسي طوال قرونه السالفة.يحاول المؤلف في هذا الكتاب إلقاء الضوء على نمطية التغيير التي جدّت في أوصال الأدب الفارسي، متخذاً في ذلك نموذجاً أدبياً معيناً وهو الشعر، حيث يتناول بالحديث، وبصورة مقتضية، عن بعض القضايا التي اهتم بمعالجتها السفراء الإيرانيون خلال النصف الأول من القرن العشرين، لأن هذه الفترة كانت حافلة بالعديد من القضايا، وبالكثير من التغييرات التي طرأت على الأدب الفارسي التقليدي في عصوره السابقة.