ديوان بدوي الجبل

يمتلك المتجول في أرجاء روضة الشاعر، تدوين الجيل، من خلال هذا الديوان، وحين ترتشف من نبع عطاءه الشعري يشعر بأن البدوي ذوات الشعر: الخيال واللفظ والعاطفة واللغة أو الموسيقى والأسلوب هذا الذي يوائم بينها. وخياله يتسم بالجدة والطرافة والعمق، إنه مخترع أخيلة، وألفاظه أنيقة مصطفاة فصيحة، تساير الأخيلة والمعاني رهافةً وجزالةً أو رقةً ولوناً، وكأن لها أرواحاً، وعاطفته ذات سراوة، ولغته متينة وفي بحوره وأوزانه إيقاع موسيقي يناسب الموضوع. فللعاصفة أو البركات بحر يختلف عن السلسبيل الرقراق. ثم أن الديباجة الجميلة كديباجة اليدوي تجعل من المعني المتداول شعراً، وفي شعره حكمة... والشعر إذا نبع من القلب لأغنية له عن العقل والفكر، كما أنه جعل من أغراض شعره استشارة الحس الوطني والذياد عن الأهداف القومية العليا، شأن من يستودع قلبه ضمير وطنه، فيحي شعره صورة فنية لخواطره وهواجسه ونبضات فؤاده، ومرائي اليدوي ليس مما ألف غيباً وتعداد محاسن، ولكنها تقري الأخيلة بصورة أخاذة لإخوانه الراحلين، تتجمّل اللوعة، وتضفي على الحزن وساقه وسحراً، وأسلوب، اليدوي خال من التعقيدات اللفظية، والمجازات المصطنعة، وجماع القول فيه: جودة سبل، إشراقة لفظ، براعة خيال، متانة لغة، سرادة عاطفة، وعطور وطيوب وذكريات، وأغاريد وزغاريد ونغميات، وجوامح وتارات، ونجاوى وهمسات، وهموم وأطباق أحبة ودموع وآهات، وعمق في تصوف وابتهالات، هو ذا بدوي الشعر، وهاهو ذا شعره طي هذه الصفحات.