يقدم موضوع القضاء الإسلامي صورة ناصعة لحضارة الإسلام، وهو أهل لما يبذل في دراسته وكشف الجوانب الخيرة النيرة، من تاريخه الطويل ما بين المشرق الإسلامي ومغربه، وهو بحاجة لجهود متضافرة للكشف عن تاريخه في جميع بلاد العرب والمسلمين فإختلاف الأنضار والقرائح سوف يعني تاريخه وينضج أبحاثه حتى يصبح بأيدي الدارسين والمختصين وذوي الثقافة الع...
قراءة الكل
يقدم موضوع القضاء الإسلامي صورة ناصعة لحضارة الإسلام، وهو أهل لما يبذل في دراسته وكشف الجوانب الخيرة النيرة، من تاريخه الطويل ما بين المشرق الإسلامي ومغربه، وهو بحاجة لجهود متضافرة للكشف عن تاريخه في جميع بلاد العرب والمسلمين فإختلاف الأنضار والقرائح سوف يعني تاريخه وينضج أبحاثه حتى يصبح بأيدي الدارسين والمختصين وذوي الثقافة العامة والمبهورين بحضارة الغرب، ما يعتزون به ويفاخرون حضارات العالم المختلفة.ولما كان التاريخ العربي الإسلامي متداخل العصور والحقب وأن العرب المسلمين أمة واحدة لذلك تناول المؤلف قضاء الدول الإسلامية في الأزمان المتقاربة، لتبيان التطورات التي كانت تحصل في إدارة دواوين القضاء، وسلوك القضاة وإبتكاراتهم وما يقومون به من مستجدات في الأوقات المقاربة في جميع البلاد العربية ليتضح بشكل جلي وحدة هذه الأمة من خلال سلوك هؤلاء القضاة في سعيهم لإشاعة العدل والمساواة بين الناس على إختلاف طبقاتهم ومد سلطانهم إلى عدة مرافق من مرفق الدولة كل في بلده لتطبيق شرع الله تعالى، وإشاعة الطمأنينة والحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض في ظل هذا الشرع.فهذا الكتاب يحوي تاريخ القضاء ما بين الجاهلية والدولة المرينية وآخر عهود الأندلس غرباً، وجعل المؤلف في آخر الكتاب خلاصة تبين متممات القضاء (كالحسبة والمظالم والشرطة وقضاءي الرد وأدب القضاء)، مع بيان مسيرة القضاء الإسلامي على شكل نقاط من أجل التأكيد على الأمور المشتركة بين البلاد العربية الإسلامية.
