تتميّز “جروح الروح” لبدر الديب، إضافة إلى احتمال تجنيسها ضمن السيرة الذاتية، بأنها تشكّل شهادةً حيّةً، وصريحةً، وصادقةً، على أكثر من حقبة عاشها صاحبها ضافراً إيّاها بمجموعة محطّات مرّت بها مصر ــ الثقافة. وهو، إذ يستعرضُ خُطاه فـي مدارج الحياة وكيفـيّة تكوينه لذاته كمثقف متعدد الانشغالات، فإنما يفعل ذلك بوصفه راصداً للتحوّلات ال...
قراءة الكل
تتميّز “جروح الروح” لبدر الديب، إضافة إلى احتمال تجنيسها ضمن السيرة الذاتية، بأنها تشكّل شهادةً حيّةً، وصريحةً، وصادقةً، على أكثر من حقبة عاشها صاحبها ضافراً إيّاها بمجموعة محطّات مرّت بها مصر ــ الثقافة. وهو، إذ يستعرضُ خُطاه فـي مدارج الحياة وكيفـيّة تكوينه لذاته كمثقف متعدد الانشغالات، فإنما يفعل ذلك بوصفه راصداً للتحوّلات التي أصابت الحياة الثقافـيّة فـي بلـده، ومشيـراً بـلا لبـس إلى انتكاسـات العـديـد من المؤسسات العلميّة والأكاديميّة، وبالتـالي إلـى الخـراب الضـارب بِناها ــ إنْ كان هذا فـي ما يتعلق بالرؤية إليها من قِبَل “المسؤولين” عنها والقائمين عليها، أو بما نتجَ عن ذلك من إهمالٍ وإفقارٍ نَخَرا “الفهم” المتداوَل للثقافة باعتبارها تراكم مجموعة من المعارف والعلوم لا تستقيم أي نهضة دون التسلّح بها؛ فباتَ فهماً خفـيفاً مفتقراً لأعماقه وأصالته·إلياس فركوح ــ من التقديم