تعد المقامات من أهم الفنون النثرية في الأدب العربي، وقد اتخذ منها أدباء العرب سلاحاً؛ للدفاع عن العربية، لغة القرآن والتراث العريق، والمحافظة عليها من الضياع، أو التشويه، أو العامية وهكذا اختص بها الأدب العربي وبها تميز عن أداب سائر الأمم.وقد حددت مقامات ابن الجوزي موضوعاً للدراسة؛ لأسباب عدة منها الرغبة الشخصية في دراسة المقامة...
قراءة الكل
تعد المقامات من أهم الفنون النثرية في الأدب العربي، وقد اتخذ منها أدباء العرب سلاحاً؛ للدفاع عن العربية، لغة القرآن والتراث العريق، والمحافظة عليها من الضياع، أو التشويه، أو العامية وهكذا اختص بها الأدب العربي وبها تميز عن أداب سائر الأمم.وقد حددت مقامات ابن الجوزي موضوعاً للدراسة؛ لأسباب عدة منها الرغبة الشخصية في دراسة المقامة، والعناية بأدباء وطننا العراقي الحبيب، وتبيان ما انجبه من رجال أفذاذ، وعلماء أخيار أسهموا في بناء صروح الأمة، كابن الجوزي.ولقد اتخذت من بعض مقولات السردية، وأسسها النقدية منهجاً لي في الدراسة والتحليل، ساعياً إلى تطبيق بعض منطلقات اتجاه نقدي حديث شاع في الخطاب النقدي العربي المعاصر لدراسة جنس أدبي قديم يتضمن ظواهر أسلوبية مختلفة.أما خطة البحث فتتكون من تمهيد، وفصول ثلاثة، وخاتمة تضم أهم نتائج البحث، ويشتمل التمهيد على مبحثين يحدد الأول معنى المقامة لغة، واصطلاحاً سعيت فيه إلى حصر المقامة في تعريف دقيق وشامل، ثم عرضت للآراء التي قيلت في فن المقامة، والثاني يتعرض إلى سيرة ابن الجوزي، بينما تناولت في الفصل الأول مبحثين خصص الأول للسرد وأنماطه، والثاني للرؤية ومستوياتها، ونشتمل على المستوى الفكري والمستوى التعبيري للرؤية.وتناولت في الفصل الثاني مبحثين خصص الأول للشخصيات وضم الشخصيات الرئيسة كالراوي، والبطل، والشخصيات الثانوية، والتاريخية، وغير البشرية، وتناولت في المبحث الثاني الأحداث وتقتصر على البناء المتتابع، وبناء التضمين، وتعرضت في الفصل الثالث إلى الزمان والمكان في مبحثين.
