لم يكن ظهور التنظيمات الحزبية في الوطن العربي وليد الصدفة بل كان ذلك استجابة لأحداث تاريخية فرضت ظهور هذه التنظيمات والأحزاب كرد فعل مباشر عليها. ورغم صعوبة رصد هذه الأحداث فإن ذلك كان وراء سعي مؤلف هذا الكتاب للبحث في عوامل ظهور هذه الأحزاب في الأبواب الثلاثة التي يحتويها كتابه.كرس الباب الأول للبحث في أوضاع الوطن العربي في الف...
قراءة الكل
لم يكن ظهور التنظيمات الحزبية في الوطن العربي وليد الصدفة بل كان ذلك استجابة لأحداث تاريخية فرضت ظهور هذه التنظيمات والأحزاب كرد فعل مباشر عليها. ورغم صعوبة رصد هذه الأحداث فإن ذلك كان وراء سعي مؤلف هذا الكتاب للبحث في عوامل ظهور هذه الأحزاب في الأبواب الثلاثة التي يحتويها كتابه.كرس الباب الأول للبحث في أوضاع الوطن العربي في الفترة التاريخية الممتدة بين الاحتلال التركي والحرب الإمبريالية العثمانية وبداية الانهيار في الدولة العثمانية وفشل محاولات إيقاف هذا الانهيار، ويرى الكاتب أن قيام الإمارة العثمانية وإن كان مترافقاً مع التوسع الحزبي فإنها كانت تفتقر إلى مقومات الدولة، ورغم محاولات الإصلاح التي قام بها السلاطين العثمانيين فقد انتهت تلك المرحلة بسقوط الدولة العثمانية وتولي أتاتورك مقاليد الحكم، وأتاتورك نفسه لم يزل الخلافة وإنما كانت محاولته إحدى هذه المحاولات الإصلاحية للمحافظة على آخر ما تبقى من الإمبراطورية.أما في الفصل الثاني فيتناول التيارات الفكرية والثقافية التي ظهرت في العهد الحميدي وما تبعه وهي التيار الفكري والثقافي المسيحي والتيار الفكري والثقافي الإسلامي والتيار الإقليمي. ويرى الكاتب أن التقسيم العقائدي هذا كان في مجمله نتاجاً للثقافة العربية أو رد فعل عليها، أما التقسيم الجغرافي فهو نتاج للوضع السياسي الذي عاشته الجماهير العربية في الأجزاء المحتلة من قبل العثمانيين والأوروبيين، ويسعى في الفصل الثالث لإلقاء الضوء على بعض محاولات التنظيم السياسي العربي.وفي الباب الثاني يعالج المؤلف الحرب الإمبريالية العالمية الأولى وآثارها في الوطن العربي، حيث يبحث الفصل الأول بالآثار السياسية لهذه الحرب والمخطط البريطاني لتحريض العرب ضد الأتراك. أما الفصل الثاني فيعالج الآثار الاقتصادية التي خلفتها الحرب في الوطن العربي ويعرض لسياسة التخريب التي اتبعها الإمبرياليون في مصر ولبنان والجزائر.ويبحث في الباب الثالث نماذج للتنظيمات الحزبية التي نشأت في تلك الفترة موضوع الدراسة وهي نماذج للأحزاب البرجوازية التي حاولت أن تركب موجة الرفض الشعبي.