يأتي الوسيط في المصطلحات العامة بعد الموجز، حيث الوسيط بمتابعة المباحث التي تم تناولها في الموجز بتوسع، وكما يلاحظ القارئ فإن الغاية منهما، مثلما هي الغاية في المشروع القادم الذي سيتم إنجازه بعون الله تحت عنوان الموسع في المصطلحات العامة، لتبيان خصائص اللسان العربي، وهي الخصائص التي تميزه عن الألسن الأعجمية، مع التأكيد على أن هذ...
قراءة الكل
يأتي الوسيط في المصطلحات العامة بعد الموجز، حيث الوسيط بمتابعة المباحث التي تم تناولها في الموجز بتوسع، وكما يلاحظ القارئ فإن الغاية منهما، مثلما هي الغاية في المشروع القادم الذي سيتم إنجازه بعون الله تحت عنوان الموسع في المصطلحات العامة، لتبيان خصائص اللسان العربي، وهي الخصائص التي تميزه عن الألسن الأعجمية، مع التأكيد على أن هذا التميز هو الذي يعطي الاختلاف الذي أكد عليه الوحي القرآني على أنه آية عظمى من آيات الله تعالى تأتي ضمن خلق السموات والأرض واختلاف الألوان (ومن بين أياته خلق السموات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين)، ومن ثم فإن أي محاولة لإجراء قواعد منطقية أو دراسات لسانية عند أمة من الأمم على لسان ولغة أمة أخرى هي محاولات مصيرها الفشل، ولهذا فإن التميز هو الذي يؤدي إلى هذا التمايز وهذا الاختلاف.ولأن اللغة هي تمظهر منهج التفكير، ومن ربطنا بين مفهوم المصطلح والصلاحية، كما أن ظاهرة الاشتقاق في العربية هي التي تفتح الفضاء رحباً أمام هذه الألفاظ، وأمام ولادات مفهومية، الأمر الذي يجعل هذه اللغة هي الأقرب إلى الفطرة، فلا غزو أن يصف الحق تبارك وتعالى القرآن الذي هو بلسان عربي مبين أنه غير ذي عوج (ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كل مثل لعلهم يتذكرون، قرءاناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)، وهنا يلتقي الوصف بالعربية مع البيان، الذي هو الوضوح، ولابد أن يرتبط ذلك باللسان العربي، أي بهذه الرحمة التي أصبغها الله على الإنسان بأن علمه البيان، ومن ثم فإن منهج التفكير العربي يبقى هو الأهم كما يبقى النحو غير القواعد، فالنحو هو هذا المنهج الذي يفتح على النهج، في حين أن القواعد هي مقاربات منطقية لهذا النحو قابلة للوصف بالصواب والخطأ لأنها تتعلق باللغة، وما يطلق عليه توسعاً النحو العربي هو ليس سوى قواعد النحو وليس النحو، وبذلك يفتح هذا المشروع الباب لدراسات لسانية عربية