تفتح هذه الرواية أمامنا أبواب الزمن اللامحدود حين يستعين الراوي بالسرد التاريخي، ولكن يبقى فيه للعشق أجواءه الرائقة والمتكررة، حين نكتشف أن الشخصية المركزية في الرواية "الزواوي" (وهو بالمناسبة اسم ينسب إلى بعض القبائل الأمازيغية في الجزائر) يتجسد في أكثر من ثلاثة شخوص يحملون الاسم نفسه، ليؤكدوا حقيقة واحدة... إنهم مجانين عشق نسا...
قراءة الكل
تفتح هذه الرواية أمامنا أبواب الزمن اللامحدود حين يستعين الراوي بالسرد التاريخي، ولكن يبقى فيه للعشق أجواءه الرائقة والمتكررة، حين نكتشف أن الشخصية المركزية في الرواية "الزواوي" (وهو بالمناسبة اسم ينسب إلى بعض القبائل الأمازيغية في الجزائر) يتجسد في أكثر من ثلاثة شخوص يحملون الاسم نفسه، ليؤكدوا حقيقة واحدة... إنهم مجانين عشق نساء يحملن اسم "الياقوت". تغوص الرواية، في التاريخ وفي الجغرافيا لتمتد من قرية "المعقال" بالجزائر حيث تدور معظم الأحداث نحو مدينة تمبكتو في الصحراء الأفريقية جنوباً إلى مدينة نيسابور في بلاد فارس، أما في التاريخ فهي تذهب إلى يوم الفتنة الكبرى في "موقعة صفين"، وتذهب بعيداً وهي تغوص في بعض الكتب المعروفة وبعض الكتب التي اخترعها الكاتب مثلما اخترع كتّابها. وبالرغم من هذا التعدد والتجانس بين التاريخ والجغرافيا والموروث الشعبي.. فإن الرواية تنطلق من الواقع ومن قرية صغيرة جداً، تسمى "عين المعقال"، وتتكأ على أحداث وتشابكات واقعية كثيرة، دون سقوط في دهاليز "التقرير" أو التحليق بعيداً في الخيال. "حروف الضباب".. عنوان لرواية تختزل الكثير من واقعنا وماضينا.. وتلامس هواجسنا بلغة أنيقة وراقية... رواية تستحق أن تقرأ.