ثبت شيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري

ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ ﻣﻦ اﻷﺛﺒﺎت اﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ، ﻟﻪ أھﻤﯿﺔ ﻋﻈﯿﻤﺔ، وﻓﻮاﺋﺪ ﺟﻠﯿﻠﺔ، ﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻠﻮّ أﺳﺎﻧﯿﺪه وﻗﺼﺮھﺎ.وھﺬا اﻟﺜﺒﺖ ھﻮ ﻟﺸﯿﺦ اﻹﺳﻼم زﻛﺮﻳﺎ اﻷﻧﺼﺎري وھﻮ "زﻳﻦ اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ ﻳﺤﻲ زﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ زﻛﺮﻳﺎ اﻷﻧﺼﺎري اﻟﺨﺰرﺟﻲ،اﻟﱡﺴﻨﯿﻜﻲ، ﺛﻢ اﻟﻘﺎھﺮي، اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ (926-825 ه). اﺷﺘﻐﻞ ﺑﺴﺎﺋﺮ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷزھﺮ وﻗﺮأ اﻟﻘﺮآن وأﺧﺬ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ أﻛﺎﺑﺮاﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﺒﺮع ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻲ اﻹﻓﺘﺎء. ﻗﺎل ﻋﻨﻪ اﻟﺸﻌﺮاﻧﻲ: "ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم، أﺣﺪ أرﻛﺎن اﻟﻄﺮﻳﻘﺘﯿﻦ: اﻟﻔﻘﻪواﻟﺘﺼﻮف، ﻛﺎن أﻛﺒﺮ اﻟﻤﻔﺘﯿﯿﻦ ﺑﻤﺼﺮ ﻳﺼﯿﺮ ﺑﯿﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ، وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮاء واﻟﻜﺒﺮاء". أﻟّﻒ ﺳﺘﺔ وﺛﻼﺛﻮن ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآنﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮫﺎ "ﻓﺘﺢ اﻟﻮھﺎب ﺑﺸﺮح ﻣﻨﮫﺞ اﻟﻄﻼب" و "اﻟﻔﺘﺤﺔ اﻷﺳﻨﯿﺔ ﻟﻐﻠﻖ اﻟﺘﺤﻔﺔ اﻟﻘﺪﺳﯿﺔ".وﻗﺪ ﺟﺎء ھﺬا "اﻟﺜﺒﺖ" ﻣﻦ ﺗﺨﺮﻳﺞ "اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺴﺨﺎوي" (902 – 831ه ) وﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﺤﺴﯿﻦ.ﻳﺒﯿّﻦ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب طﺮﻳﻘﺔ إﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺑﺎﻷوﻟﯿﺔ، واﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ، واﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺑﺎﻟﻔﻘﮫﺎء،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺑﻘﺮاءة ﺳﻮرة اﻟﺼﻒ ﻣﻊ ذﻛﺮ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﺼﻨﻔﺎت اﻟﺘﻲ أﺧﺬھﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ زﻛﺮﻳﺎ وﺳﻨﺪه ﻓﯿﮫﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﻨﻔﯿﮫﺎ.ﻳﺒﺮز ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺮاج وﻧﻘﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ وإﺛﺒﺎﺗﻪ ﺣﯿﺚ أن ﻋﺎﻟﻢ أو ﻓﻘﯿﻪ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦﺷﯿﺨﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ آﺧﺮ ﻣﺤﺪث أﺧﺬ ﻋﻦ رﺳﻮل ﷲ (ص) ﻣﺜﺎل ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺑﺎﻷوﻟﯿﺔ: "ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦاﻷﺋﻤﺔ ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ (...)، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو، (رﺿﻲ) أن رﺳﻮل ﷲ (ص) ﻗﺎل:"اﻟﺮاﺣﻤﻮن ﻳﺮﺣﻤﮫﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ، أرﺣﻤﻮا ﻣﻦ ﻓﻲ اﻷرض، ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء". ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ أﺧﺮجاﻟﺤﺪﻳﺚ (اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ – اﻟﺒﺨﺎري).ھﺬا وﻳﻀﻢ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻤﺨﻄﻮطﺎت اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻣﻨﮫﺎ "ﻣﺼﻮرة ﺗﺸﺴﺘﺮﺑﯿﺘﻲ وھﻲ ﺑﺨﻂ اﻟﺒﺪر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺰي" و "ﻣﺼﻮرةﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺮﻳﺎض وﻋﻠﯿﮫﺎ ﺧﻂ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺗﻀﻰ اﻟﺰﺑﯿﺪي" و "ﻣﺼﻮرة ﺑﺮﻧﺴﺘﻮن" و "ﻣﺼﻮرة اﻟﻈﺎھﺮﻳﺔ" و "ﻣﺼﻮرة اﻟﺮﺑﺎط" وﻛﺬﻟﻚ"ﻣﺼﻮرة ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻐﺎزي ﺧﺴﺮو (ﺳﺮاﺟﯿﻔﻮ) وﺟﻤﯿﻊ ھﺬه اﻟﻤﺨﻄﻮطﺎت ﺗﺒﯿّﻦ أھﻤﯿﺔ وأﺻﺪﻗﯿﺔ ﻣﻦ اﺷﺘﻐﻞ ﺑﻌﻠﻮم اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎءاﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺪﻣﻮا اﻟﺪﻳﻦ وﺳﺎھﻤﻮا ﻓﻲ إﻋﻼء راﻳﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ...