إن مراسلات إليزابيث وديكارت مزيج مثير للاهتمام يتضمن تاريخاً إجماعياً وسيرة ذاتية، فضلاً عن توفره على تعليقات فلسفية عميقة تضيئه. تتأتى أهمية رسائل الأميرة إليزابيث إلى صديقها ديكارت من أن أسئلتها للفيلسوف أثارت تفكيره، بجدية أكبر، وجعلته يتعمق في بحث قضايا الاخلاق، والانفعالات، والسياسة. والمتتبع للرسائل، يجد أن سبع سنوات من ال...
قراءة الكل
إن مراسلات إليزابيث وديكارت مزيج مثير للاهتمام يتضمن تاريخاً إجماعياً وسيرة ذاتية، فضلاً عن توفره على تعليقات فلسفية عميقة تضيئه. تتأتى أهمية رسائل الأميرة إليزابيث إلى صديقها ديكارت من أن أسئلتها للفيلسوف أثارت تفكيره، بجدية أكبر، وجعلته يتعمق في بحث قضايا الاخلاق، والانفعالات، والسياسة. والمتتبع للرسائل، يجد أن سبع سنوات من المراسلات، قد أفضت إلى تطوير العلاقة بينهما، وإغنائها، وهي تتحول من الجاذبية إلى التعارف، إلى الاعجاب المتبادل، واخيراً إلى الصداقة، رغم أنها جاءت متأخرة في حياة ديكارت، وفي وقت مبكر من حياة إليزابيث، إذ كان عمرها تقريباً اربعة وعشرون عاماً ورغم ذلك بدا أن الاختلاف في السن لا يكاد يذكر. فضلاً عن ذلك، لعل أهم ما يُميز هذه المراسلات، انها تقدم وثيقة فلسفية يمكن من خلالها معرفة بداية تشكل الاهتمام الفلسفي لهذه الاميرة.