لا يحتاج القارئ إلى مفتاح شعري كي يدخل "ديوان المُعدمين"، فهو بيت بلا أبواب ولا نوافذ أيضا. بيت أقامه الشاعر الفيروزيّ في بريّة "المواطنة" المُوحشة، حيث تكلّس الزّمن وصدئت عقاربه عند توقيت مُبهم، فلا هو ليل يرجو فجرا، ولا هو صباح يُجرجره الاحتراق إلى الزّوال.لم أطرق ولم أستأذن.. ووجدتُني في "ديوان المعدمين" أفترش أسئلة: ما الشعر...
قراءة الكل
لا يحتاج القارئ إلى مفتاح شعري كي يدخل "ديوان المُعدمين"، فهو بيت بلا أبواب ولا نوافذ أيضا. بيت أقامه الشاعر الفيروزيّ في بريّة "المواطنة" المُوحشة، حيث تكلّس الزّمن وصدئت عقاربه عند توقيت مُبهم، فلا هو ليل يرجو فجرا، ولا هو صباح يُجرجره الاحتراق إلى الزّوال.لم أطرق ولم أستأذن.. ووجدتُني في "ديوان المعدمين" أفترش أسئلة: ما الشعر؟ ما الإنسان؟ ما العدالة؟ ما الكرامة؟.. أسئلة، كنتُ ازعم أن لها أجوبة مقيمة في ذاتي ولها ملامح وقوام ورائحة.. وكأن الأسئلة فرّت من "ديوان المعدمين"، فحاصرتني إجابات ليس لها هوية وانتماء، إجابات تحلم أن تمسّها جنيّات الأسئلة الحقيقية الجريئة، كي تقول بصوت واحد: أوقفوا "الحياة الأكذوبة" لساعة من زمن، لعلّكم تتحرّرون من "ديكتاتورية المفاهيم" و"غبار الكلمات" و"عمى المعاني" و"الأفكار المُدجّجة"..محمد ياسين رحمة