ضمتني إلى صدرها بعد غياب طويل... وهي تنتحب بحرقة... لا أخطئ رائحة أمومتها بين روائح الدنيا... رائحة الأم من رائحة الوطن... كانوا يعصبون عينيّ ويراكمون ثياب أهل البيت قطعة... قطعة... ويخفون فيها قطعة واحدة من ثياب أمي... ويمررون الثياب على أنفي قطعة... قطعة... وعندما تصل قطعة ثوب أمي... أصيح بأعلى صوتي: «هذه هي». دون أن أخطئ ولو ...
قراءة الكل
ضمتني إلى صدرها بعد غياب طويل... وهي تنتحب بحرقة... لا أخطئ رائحة أمومتها بين روائح الدنيا... رائحة الأم من رائحة الوطن... كانوا يعصبون عينيّ ويراكمون ثياب أهل البيت قطعة... قطعة... ويخفون فيها قطعة واحدة من ثياب أمي... ويمررون الثياب على أنفي قطعة... قطعة... وعندما تصل قطعة ثوب أمي... أصيح بأعلى صوتي: «هذه هي». دون أن أخطئ ولو مرة واحدة! فتعلو أصوات الإعجاب والدهشة... أمام طفل لا يخطئ رائحة أمه... أحسب أن رائحتها المميزة لا تزال عالقة حتى الآن بأنفي... حقاً إني «أشم رائحة مريم» في ذاكرتي!