هذه هي المجموعة الشعرية الأولي للشاعر والأكاديمي الفلسطيني إيهاب بسيسو، والتي تجلت فيها موهبة صادقة وهي ترصد ملامح معاناة إنسانية تتجاور فيها وتتشابك الأحلام مع الانكسارات، ورائحة الياسمين مع أزيز الرصاص. تنقسم المجموعة إلي: فضاء أول ويضم العديد من العناوين منها الليل ومرايا الموت، أحاديث الساعة العاشرة، كتابة بفعل الموت، أجنحة ...
قراءة الكل
هذه هي المجموعة الشعرية الأولي للشاعر والأكاديمي الفلسطيني إيهاب بسيسو، والتي تجلت فيها موهبة صادقة وهي ترصد ملامح معاناة إنسانية تتجاور فيها وتتشابك الأحلام مع الانكسارات، ورائحة الياسمين مع أزيز الرصاص. تنقسم المجموعة إلي: فضاء أول ويضم العديد من العناوين منها الليل ومرايا الموت، أحاديث الساعة العاشرة، كتابة بفعل الموت، أجنحة في مهب الريح وغيرها.. أما الفضاء الثاني فيحتوي علي: أسئلة في مدي ضيق، سؤال، لغة الغرباء، تفاصيل ليلية، احتراق صامت وغيرها. وفي أولي قصائد الديوان، يأخذنا الشاعر إلي عالمه الشعري مباشرة، يفتح أعيننا علي صراع الحياة والموت خلف النوافذ الرمادية في قصيدة «أحاديث الساعة العاشرة» والتي يقول فيها (والوقت المطعون بعقربين تدلي من شفرة سكين/ حين غاصت أول الطلقات/ في جسدي).. وفي قصيدة «إلي جندي» تبدو معركة الشاعر محتدمة حينما يقول (ما بينك وبينك.. طفل في غزة/ يحاول إضاءة قنديل في وجهك الليلي/ المحقون بالرصاص).. والمعركة هنا تشتعل بين طفل فلسطيني يرسم البهجة علي وجه الحياة، وجندي صهيوني يطلق رصاصاته ليجعل رائحة جدران المنازل بنكهة اللحم المحترق.. الهم الفلسطيني يبدو متجليا بوضوح في عناوين القصائد وفي الإطار العام للديوان، ورغم ذلك فالقصائد تبتعد تمامًا عن المباشرة والخطابية، وهي تقترب من مفردات وتفاصيل الواقع الإنساني، وتحديدًا هموم وأحلام وانكسارات الإنسان علي شتي المستويات وليس المستوي السياسي فقط. كما تدير القصائد حوارًا شعريا مع الموت والكتابة والفضاء والبحر والجسد والحرية، وتسعي من خلال لغة عميقة وبسيطة في آن لإقامة جسر بين الشاعر والمتلقي، بعيدًا عن الاستغراق في التجريبية والغموض المفتعل التي وقعت في فخاخه نصوص شعرية أخري. ولن يخفي علي قارئ هذه القصائد نبض الشريان الحكائي السردي بين سطورها، وقد ظهر ذلك في طول بعض القصائد. وأخيرًا وليس آخرًا تحاول القصائد دمج مشاهد الذاكرة مع فقرات التأمل، ووصل الأخيرة مع حكايات وذكريات وطن مسلوب وبشر يقتلون كل يوم.