اميل يوسف عوّاد مرتبط ارتباطاً عضوياً، ارتباط السنديانة الشامخة، وهو في دبه منصرف إلى الأقصوصة في مختلف ألوانها، موضوعاته يستمدها تارة من الحياة اليومية التي يحياها أبناء الجبل وتارة من تقاليد القرى اللبنانية الأصيلة وتراثها الشعبي. أشخاصه من لحم ودم، يعيشون في وسط قروي نقي ويطمئنون إلى أوضاعهم حتى ولو غاب عنها الرفاه، لكأن طموح...
قراءة الكل
اميل يوسف عوّاد مرتبط ارتباطاً عضوياً، ارتباط السنديانة الشامخة، وهو في دبه منصرف إلى الأقصوصة في مختلف ألوانها، موضوعاته يستمدها تارة من الحياة اليومية التي يحياها أبناء الجبل وتارة من تقاليد القرى اللبنانية الأصيلة وتراثها الشعبي. أشخاصه من لحم ودم، يعيشون في وسط قروي نقي ويطمئنون إلى أوضاعهم حتى ولو غاب عنها الرفاه، لكأن طموحهم الأول هو أن تدوم الحياة الهانئة البعيدة عن المعقدات والهموم، في كنف طبيعة أم تحنو عليهم وتشاركهم البهجة والألم ولا تقسو:أم إبراهيم تقرأ في ثفل القهوة،حظوظ الناس، تبشر الصبايا بعرسان أغنياء وتبلسم بالأمل نفوس القانطين. حير، بياع الخضار النقال، أليف لأبناء الحيّ ينادي كل امرأة باسمها وكأنها أخت له نسيبة. أليست القرية كلها عائلة واحدة! همّه الأوحد أن يكسب خبزه اليومي بعرق الجبين وبطاعة الله وأن يسهر على حماره، مورد رزقه.تعزيزاً للاتهام بالواقع، يعمد إميل يوسف عواد إلى أسلوب حسي رشيق، مجرد من التزويقات البديعية النافلة، يتميز بالعفوية الموحية، إنه لا يتردد قط في استعمال لغة الشعب، اللغة المحكية العامة، ليجعل الحوار أشد حيوية والصورة أبلغ انطباقاً على المثال. هو يدرك أن القاس يتلبس أشخاصه لكي يعبر، بالعمق عن انفعالاته وانطباعاتهم على تنوعها. فإذا به، عن طريق الحدس أو الاختبار، يعكس الكائنات والأشياء من خلال شعوره الشخصي. أقاصيص إميل يوسف عواد لا تتقيد بتقنية معينة ولا يخضع لتصميم مسبق في خدمة فكرة أو قضية، اللهم إلا قضية الإنسان المقلوع من جذوره الذي يقتله الحنين إلى أرضه، أرضه المباركة، التي هو جزء منها لا يتجزأ.