لقد تحولت التنمية السريعة التي حققتها الصين، وهي التي كثيراً ما يشار إليها على أنها معجزة اقتصادية، إلى كارثة بيئية. فبينما يتطلب النمو القياسي بالضرورة استهلاكاً واسع النطاق للموارد، نجد أن استخدام الطاقة في الصين اتسم بانعدام النظافة والكفاءة؛ وهذا كانت له أسوأ العواقب على الهواء والأرض والماء؛ فارتفاع مستويات تلوث الهواء يشكل...
قراءة الكل
لقد تحولت التنمية السريعة التي حققتها الصين، وهي التي كثيراً ما يشار إليها على أنها معجزة اقتصادية، إلى كارثة بيئية. فبينما يتطلب النمو القياسي بالضرورة استهلاكاً واسع النطاق للموارد، نجد أن استخدام الطاقة في الصين اتسم بانعدام النظافة والكفاءة؛ وهذا كانت له أسوأ العواقب على الهواء والأرض والماء؛ فارتفاع مستويات تلوث الهواء يشكل خطراً على صحة الملايين من الصينيين، ويثقل تلوث المياه وشحها كاهل الاقتصاد، بينما يتحول جزء كبير من الأرض إلى صحارى. ومع تنامي مشكلات التلوث في الصين، تتنامى كذلك المخاطر على: اقتصادها، وصحتها العامة، واستقرارها الاجتماعي، وسمعتها الدولية.إن الكثير من الأعباء والفرص الماثلة أمام الصين لإحداث تغييرات جذرية في أساليبها للتوفيق بين الحماية البيئية والتنمية الاقتصادية يقع على عاتق الحكومة الصينية ذاتها. ولن يتأتَّى التغيير الحقيقي إلا من خلال وجود قيادة مركزية قوية، وإرساء نظام للحوافز يساعد المسؤولين المحليين والشعب الصيني كله على تبني مشروع حماية البيئة. وينطوي ذلك في بعض الأحيان، على اتخاذ قرارات اقتصادية صعبة.إن الصين من دون اتخاذ إجراءات فعلية بشأن البيئة، لن تعود إلى أن تتبوأ مكانة عالمية بارزة في القرن الحادي والعشرين، وإنما ستشهد - بدلاً من ذلك - ركوداً، أو انكماشاً اقتصاديين يعودان أساساً إلى أن القادة يدركون التحديات الماثلة أمامهم، ولكن ليست لديهم الرغبة لعمل اللازم لتجاوز تلك التحديات.