لقد حاولت إلى حد بعيد أن أعمد إلى دراسة نقدية تحليلة للظواهر الجديدة في الشعر الحديث، سواء أكان في الشكل أو المضمون، ومتابعة الظاهرة في مسارها، ثم وضعها في معيارها الصحيح من المحاولات التجديدة الأخرى، حتى تتوفر لدينا صورة منسقة ومتكاملة للنهضة الشعرية المعاصرة، وما أبرزته من قيم ومعالم جديدة، جعلت من الشعر في هذا العصر فنًا جديد...
قراءة الكل
لقد حاولت إلى حد بعيد أن أعمد إلى دراسة نقدية تحليلة للظواهر الجديدة في الشعر الحديث، سواء أكان في الشكل أو المضمون، ومتابعة الظاهرة في مسارها، ثم وضعها في معيارها الصحيح من المحاولات التجديدة الأخرى، حتى تتوفر لدينا صورة منسقة ومتكاملة للنهضة الشعرية المعاصرة، وما أبرزته من قيم ومعالم جديدة، جعلت من الشعر في هذا العصر فنًا جديدًا، يحمل طابع العصر وخصائصه المميزة، وبهذه المعايشة المستمرة في الشعر العربي الحديث، استطعت أن أخرج بهذه الدراسة المنهجية التي تعتمد في كثير من جوانبها ذات سمات جديدة، ورؤيا واضحة، أوضحت خلالها أهم معالم التجديد في القصيدة العربية، وتمكنت - عن طريق الموازنات - من إثبات ثراء الشعر العربي الحديث وتميزه بكثير من القيم الفنية العالية وأن الذوق العربي المعاصر، مازال مرتبطًا بالتراث العربي القديم، وأن الكثير من الظواهر الشعرية في العصر الحديث ترجع في نشأتها وتكوينها الفني إلى العصور المزدهرة في أدبنا العربي، وأن الشعر العمودي مازال فن العربية الأول، إن لم يكن أرقى الفنون التي تبتدعها القرائح الإنسانية.