فلا يستقيم الخطو فوق الأسطح الملساء، ومن أبجديات السياحة فى الصحراء الجرداء ...التزود... وإصطحاب دليل يوثق به... فالتوكل هنا... مفردًا ، يعنى التواكل...ويمضى الليل ليعقبه نهار كالعادة....ثم يلى النهار... ليل كالعادة....وبعد ذلك نهار....كالعادةالى أن تلامس تلكم الشعاب .... تلك الشعاب ... تلامسها....... همسة نسائم ...ندية .... أو ...
فلا يستقيم الخطو فوق الأسطح الملساء، ومن أبجديات السياحة فى الصحراء الجرداء ...التزود... وإصطحاب دليل يوثق به... فالتوكل هنا... مفردًا ، يعنى التواكل...ويمضى الليل ليعقبه نهار كالعادة....ثم يلى النهار... ليل كالعادة....وبعد ذلك نهار....كالعادةالى أن تلامس تلكم الشعاب .... تلك الشعاب ... تلامسها....... همسة نسائم ...ندية .... أو ....تموتالليل والنهار ... وتعاقب الفصول.... قوس قزح إلهى ... والضوء (تسع آيات متداخلة ... بيضاء .... موصولةمترابطة .... مشتقاتها.... مترادفاتها..... قد صارت.... أكثر من سبعة .... وبعد إختراع الفمتو ثانية .... قد تتنامى ، لأكثر... وأعم ....فى إضطراد لا نهائى ! من الكتاب :إذا مـا نظـرنـا الى الـواقـع الـراهـن، لـمـشـكلة الـسـودان فـإنـهـا أخـذت تُوجـه، أو تتـوجـه الى مناحـى فـلسـفـية بـحـتة، كلُ يـدلى بـدلـوه، من وجـهـة نـظـره هـو، إن كان من منطـلقـات شـخـصـية أو عـقـائـدية أو عـرقـية أو سـياسـيةٍ كانت، أو إجـتمـاعـية أو قـبـلـية، وهـلم جـرا، لـقد إبـتعـد القـوم من إصـل المـشـكلة، لذلك فـإن الـحلول، أو مـا يـطـرح منـهـا، لا يـرقى الى مـسـتوى الـحـدث نـفـسه، و لكنه يـشـرح الـظـاهـر فـقـط، ولأن الأحـداث تـوالت بـإضـطـراد، وسـرعـة وكثـرت وتـشـعـبت، فـدائمـا مـا يـكون هـناك قـصـور فى الـطـرح ، أو تـهويـل للـخـطابفـسـطحـية البـحـث هـنا، تـقـود الى تـهـمـيش جـذور الحـدث الأسـاسى، ومن ثـم البعد عـن الأطـر المحـدِدًة للمـسـار الصـحيـح .إدبان حـقـبة إسـتعـمـار الـسـودان – المـصرى الإنـجـليزى – لـم يـلتفت أحـد الى ذلك الجـزء الجـنوبى من الوطـن، - أعـنى مـا يـخطط ومـا يـرسـم فى الخـفاء ، و بكل حـنكة وخـبث إسـتعـمـارى – لا الـفـرد من جـنوب الـسـودان ، وعـى الى مـا يـساق اليه، ولا الفـرد من شـمـال الـسـودان ، إنـتبه إلى مـا يـحاك ضـده، والـغـريب فى الأمـر، إن كل مـا كان يحـاك و يـجـرى لـم يـكن فى الخـفـاء، ولكن بالدهـاء (الإنـجـليزى) تـطـرح الأحـداث و التـخـطيطات ، بـرداء ظـاهـره المـصـلحة الـعـامة وباطـنه بذور لفـتنة، سـوف تـنبت فى مـواسـمـهـا !!.كلنا كان يـعرف مـا كان يـجـرى فى داخـل الكـنائـس فى , الجـنوب - التى كان تـوصـف { بالتـبشـيـرية }- والمـسـيحـية , الـسـمحة، بـراء ممـا يـدَعـون، كـبـراءة الدين المـسـيحى ممـا أطـلق عـليه فى حـقـبة من الزمن –(الحـروب الـصـليـبية ) فـسـالفتنا، لـم تـكن دعـوة الى إعـتنـاق المـسـيحـية السـمـحـة، دين الـمـحـبة، و تلك لـم تـكن حـربا للدفـاع عـن الـصـليب، صـلـيب نبى الرحـمة، عـيـسى إبن مـريـم عـليهما الـسـلام، ولكن حـربـا إسـتعـمـارية صـرفـة، فالإسـتعـمـارى - دائـمـا أبـدًا - هو ذئبٌ فى جـلـد شــاة وديــعـة !!ومن جـهـةٍ آخـرى، فـالجـهـل و عـمـلية غـسـيل الـعـقول، و الإسـتحـواز على مـفـاتـيح الـتوجـيه و التـوعـية الممنهجة، غـالبا مـا تـجـعل اى فـرد كالـمخـدر، او المـنوم مـغـناطيـسـيا، فالـشـعـوب الـمتـخـلفة لا تـعـرف مـصـلـحـتهـا- كالـطفل - الذى يـريد دائما من يـأخـذ بيـده ويـوجـهه، إن كان بالأمـر أو الـردع أو الـترغـيب ، إو يـمنِـيه، و مـا الى ذلك من أسـالـيب الـتربـية الإسـتعـمـارية التى تـجـعـل الشـعـوب المـقـهـورة، تنـام فى الـحـسـك وتشعره إسفنج ناعم ! وهى لا تفقه ، والـغـريب فى الأمـر، إن هـذه الـشـعـوب المـسـتعـمَـرة وهى تـرسـف فى أغـلال التـبـعـية، مـع مـصـاصى الـدمـاء، فإنهـا تـلهـج بالـشـكر لمـطـهِديهـا و سـالـبى إرادتـهـا، وتؤمن بـما يـرونه، وتـفـعل مـا يأمـرون بـه !؟هـناك , مـثال بـسـيط , إن الولاياة المـتحـدة الأمـريكية , و إنـجلـترا , تتـهمـان , الـسـودان الشمالى, بالـرق , - لا حـول و لا قـوة إلا بالله – إن أصل الـرق و مـبـدأه من هـذه الدول بالذات، وهى الـراعى الأصـلى لـه فلمن يساق الرقيق؟ وأين يباعوا؟ ، ومن يشتريهم؟ ولماذا؟ فى حـين إن اليد الفاعـلة لهـذا الـرق، هى أيـدى الذين يـقـطـنون شـمـال الـسـودان، وهـم الذين سـوف يـتحـملون هـذا الـوزر لاحـقا، ويوصـفـون بأنـهم يـسـترقـون أبناء الـجـنوب، ويـستـعـبـدونـهم - فى الوقت الذى فيه أغلب من "يستجلبون" ، من أواسط إفريقيا، وغربها، ومن الحبشة - وهـم , أى الأوربـيون، سـوف يـحـررون ابـناء الـجـنوب من عـبودية { الشـمال} – الجـلابه ... الـعـرب !! أو مـا يكنى... بــ { مانـدكورو}بـعـد هـذا الإستـطـراد، نـعـود الى جـهـل الـشـعـوب و تخـلـفـها، ثـقافـيا و عـمـاهـا عـن الـحـقائق، فـإن الذى يـعـلنه ( الـغـرب ) هـنا، كانوا يـرفـض تـطـبيقه بين ظـهـرانيهـم، فلا حـرية مطـلـقة للملـونين فى الـغـرب، وتـوظـف هـذه الـحـقائق المـغـلوطة بـواسـطة، كنائس المـبـشـرين الإسـتعـمارية - وإعلامهم - التى لا تـمت - كما سـبق ووضـحـت – للدين المـسـيحى بأى صـلة، الا الأسم فقـط، وأقـنعـة مـسـوح الـرهـبان المـضـللة...( فهـى حـقٌ أريد بـة بـاطـل ).كـانت هـذه الأمـاكن التى يفـتـرض إنهـا دور عـبادة ,إتـضـح وبـما لا يـدع مـجـالا للـشـك، إنـها كانت تـدار وتـوجـه بـواسـطة عـملاء و مـخـالب قـطط للمـسـتعـمر، أو جـواسـيس منـدسـين على هـيأة{رهـبـان } فـصـاروا – عـن دراية وتـدريب وخـبـرة وممارسـة وجـدارة –يـحـولون الـفـرد البـسـيط ، من إنـسـان نـقى طـبـيعـى، الى مـسـخ،إستعمارى الـنزعـة حـاقـد على كل { عـربى }ْ " جـلابى ": مـانـدكورو }. من شـمـال الـسـودان " المـسـلم " فـتداخـل الدين مـع الـسـياسـة .وكما وضح المستشرق الفرنسى المسيو ( لً . شاتليه) فى سنة 1910,"ومن هذا يتبين لنا أن الإرساليات التبشيرية الدينية التى لديها أموال جسـيمة، وتدار أعمالها بتدبير وحكمة تأتى بالنفع الكثير فى البلاد الإسلامية من حيث إنها تبث الأفكار الأوربية" ويقول آخر من الميشرين البروتستانت :- "إن لنتيجة إرساليات التبشير فى البلاد الإسلامية ميزتين ؛ ميزة تشييد وميزة هدم ، أو بالأحرى مزتيً تحليل وتركيب"* طبعًا القصد هدم مبادئ الإسلام، وتشييد الرؤى التبشيرية الإستعمارية ، وحل روابط المجتمعات القوية، وإعادة تركيبها على النسق الذى يهدم الأصول العريقة ويضع مكانها الإنحلال الخلقى.فقرات من مخطوط ( الغارة على العالم الإسلامى)وأضيف أن الأمر الذى لا شك فيه إن هدف المبشرين من تغيير العقليات الذى تدرج تحطيمًا للعادات والتقاليد الأصيله فى المجتمعات والمبادئ الخلقية, الى العكس مع بث الكراهية لما هو (وطنى) الى ما هو (غربى)، وإضافة سياسة (" فرق تسد") فلـو دققـنا النـظـر، فى هـذه المـفـردات تـباعـا ، يـتضـح لنـا كـيف طـور المـسـتعـمر هـذه المـفـاهـيم، المـتداخـلة ووظـفـهـا و أخـذ فى تـغـذيـتهـا بكـل مـا أوتـيَ من علـم, وأسـتغـل حالة الجـهـل و التلقـائية ، لبس فى العالم قاطبة, ولكن على الأخص والذى يهمنا نحن فى العالم الإسلامى وعلى أخص الخصوص فى (الـجـنوب) حـتى كـبرت وأسـتفـحـلت، و صـارت حـقـدٍ طـاقٍ و كـره لكل مـا هـو ( عـربى – شـمالى – مـسـلم – جـلابى )، وهـذا مـا يـظـهـر ، ومـا خـفى أعـظـم مـع الأخـذ فى الإعـتـبار : إن ليـس كل جـلابى عـربى ، ولـيس كل عـربى شـمـالى، وليـس كل شـمـالى مــسلم ، و الـعـكـس صـحـيـح .... ليـس كل المـسلـمين، من شـمـال الـسـودان، ولـيس كل شـمـال الـسـودان عـرب، و ليـس كل الـعرب جـلابة .أخـذت هـذه العـيون، التى يطـلق علـيهـا مجـازا كنائس، أخـذت تـدس الـسم، فى رغـيف الخـبـز، وبين أسـطـر الكلـمات والخطب الديتية ، و تـحـول خـطيآتـهـا هى، الى – الآخـر – و تـحمٍله ، وزرهـا فتـقلب الحـقا ئق والمـفاهـم للضـد ، و تـلون كل مـا تـغذى به عـقـول البـسـطاء ، بـلون داكـن بالـحـقد والضـغـائن، فالذين تـدًعى إنـهـا تـسـعى لتـحـريرهـم ,.. أسـتعـبـدتـهـم، و حـولتهـم عـبـيـدًا لهـا، لـخـدمة أهـداف و أفـكار و مـصـالح الغـرب المـسـتعـمـر،(السياسى إقتصادى)!وبـذلك تـحـول الدين، الى تـأليه وإنـصـيـاع تـام ، من البـسـطـاء للـرجل ( الغـربى ) ، لأنه وكـما يـرى- البـسـطـاء - هـو من أخـذ بـأيديـهم الى مـعـرفةٍ ممنهجة زورًا وخداع !!, وبـصـرهـم ، بـحـقـائق مـغـلـوطة كانت خـافية عليهم ، و أرتـقى ببـعـضـهـم – شـكلا – ولـيس مـوضـوعـا – من الـحـضـيض الذى زرعـهـم هـو فـيه، أصـلا ,.. فـمنهـم من إرسـل الى بـلاد ( اوربـا) لإعـادة صـيـاغـته ، وغـسـيل عـقله، و منهـم من أرسـل الى (الولايـات الأمـريكية) لإعـادة تـشـكيل هـويـته عـقـائديا .هـذا من نـاحـية الـسـودانى الـجـنوبى، أمـا من نـاحـية الـسـودانى الــشـمـالى، فـحـدث ولا حـرج، فـقـد أوعـز له هـو الآخـر، عـن تـأصـيل { القـبلية } بتطبيق سياسة ] المناطق المقفوله[ وسـيـاسة ، فـرق تــسد الـشـهيـرة ، اللَتان طـبـقتا لـسـنـوات وسـنـوات، قـبل الإسـقـلال، وذلك بـأنه هـو الـسيد، وكل من فى الـجـنوب، عـبيـد " و لاتشـترى الـعـبـد إلا والـعـصى مـعـه " ، ومـا الى ذلك من مـفـاهـيم ، خـاطـئة ومـغـلوطـة دسـت بـإعـاز مـدروس وبـحـرفة فى عـقـول العـامة و الجـهـلاء ، والذين عـندهـم إسـتعـداد للتـخلف الحـضـارى والإنـسـانى .فـصـار ذاك الجـنوبى، يـشـد مـتعـصـبا من نـاحـية، وهـذا الـشـمـالى يدفع مـتفـلـسـفا من النـاحـية الآخـرى، و كلٌ يـرى انـه على حـق وصـواب !! ,وهـم كالـدمى تـحـركـهـا أصـابـع المـسـتعـمـر الخـفـية، على كلـيهـما وهـناك، من يؤجج النار كلما خبـت أو هـمـدت لـتسـتمـر هـذه الـحـلة من الدفع والـشـد , حـتى تنـفـصل هـذه الرقـعـة من الأرض، الى نـصف جـنوبى، و نـصف شـمـالى!؟و هـذا مـا نبـه اليه الحـاكم العـام الـبريـطانى الأخـير للـسـودان – الذى تـوجه الى نـيـجـريا ، حـاكما هـناك ، بـعد إسـتقـلال الـسـودان، قـال: تـركـنا , أولادنـا لـيحـكـموا بـعـدنا , لـنـصـف قـرن , بمـعـنى أن سـياسـتهم التى خـطـطوا لـهـا فى الـسـودان، سـوف تـطـبق أهـدافـها لنـصف قـرن، كانت هـذه المـقـولة عـام 1956 ميلادية، عليه بـاقى أربـعة سـنوات =_كتبت هذة الكلمات , سـنة 2002 ميلادية ,= ليـكـتمل , النصـاب الـقانونى لفـصـل الـفـرقـاء، إمـا فـصـلا مـعـنويًا أو فـصـلا مـاديًأ ................... و قـد تـحـقق ذلك ........!؟و لا أدرى هـل نـفـس الجـهل ونـفـس الـتخـلف، مـا زال يـستـحـوز على جـل قـادة ، الـفـصائل أو القـبائل أو الأحـزاب فى الـسـودان، مـنذ الإسـتقـلال الى اليـوم ؟ هـل لـم يـوجـد بـعـد من ينـتبه الى الهـوة الـسـحيقـة التى يـجـرنا اليهـا ( الغـرب ) و نـحن مـا زلـنا فى حـالة جـهل و تـخـلف و تـبـعـية مـخـجـلة ... أم إن هـناك أشـيـاء ومواضـيع تـخـفى عن عـامة الناس، وأهـداف ومـصـالح ... أو مكاسب ..لا تـعلن، و إتـفاقـيات قـد تـقـود الى الـفـرقة و التـبـاعـد ،, و الأمـم من حـولنا والـشـعـوب، إتـجـهت الى التـوحـد و الإنـدمـاج، و نـحن , مـا زلـنا فى ذاك الـجـهـل - من قـبلية وعـرقـية – وهـى من أهـداف الإسـتعـمـار، و مـفهـوم المـناطـق الـمغـلقـة، فـصـارت هـذه المـجـموعات، لهـا عاداتها و تـقاليدها و لهـجـتها ( وو شـمـها) الخـاص بـها!..... - شـكلا ومـوضـوعـا - كما الـمـواشـى {الأغنام و البقـر} فـصـرنا، نتـقوقـع داخـل ذواتـنا ونتـمـركـز حـولهـا، و ندير أوجـهـنا لـنعـطـى ظـهـورنا( للأخـر) مـهما كان، و أيـا كان !!صـرنا فـرقـاء، و قـد كان يـجب أن نـكون رفـقاء، إنـها أنـانية التربـية، فالـخـطأ و إن بـدأ مـع الإسـتعـمار، فـإن إسـتمـراريـته الى الآن، و بـصـورة أعـمـق و أشـمـل، يـرجـع الى ضـعـف فى التربـية والوطـنـية التى لـم يـهتم بـها أحـد من كل الحـكومـات المـتعـاقـبة فى الـسـودان، كلُ كان يـعـمل لـمـصـلحـة حـزبـه أو قـبـيـلته أو مـجموعـته، أو على الأخـص نـفـسه هـو، لـم يـكن أى أحـد منـهم يـنظـر الى أبـعـد من أرنبة أنـفه، لأنه لـم يـتلقـى تـربية وطـنـية، ففـاقـد الـشـىء لا يـعـطـيه ! إن كان الـسـيد/ إسـمـاعـيل الأزهـرى .. .. مـرورا على جميع من أعتلى كرسى الحكم..... حـتى الـسيـد/عـمـر الـبـشـير، فكلهـم سـواءً بـسـواء، نـفـس الـشـخـصـية وإن أخـتـلـفـت الأسـمـاء !! اللـب واحـد، إذًا الـنـتائج واحـدة .. كل من يـعـتلى ســدة الـحكم، يَـعِـدْ بـأنه سـوف يفعل، وسـوف ... و سـوف ، ولكن ٌقـبـض الريح " لا شـىء، حتى يـطاح به و بحـكومـته، بـطريق أو آخــر، فـيـنزوى فى مـكان مـا و يـتـرك الـشـعب ، ليـعـانى مـع الجديد الذى يـخـلفه، نـفـس الـطـريقة، ونفس النهج، وهـلم جـرا ويـتـركوا الـسـودان، مـحـلك , ســر!.وبمـا إن القـضـية من الـضـخامة بمـكان لا نـحـسـد عليه , .....فإن مـعالجـتها، ولـم أقـل علاجـها، يـجـب أن يأخـذ من الوقـت والـحـرص مـا أمكن ذلك من سـبيل ,.. الى التـروى والدقـة والمـوضـوعـية ,... فـإعادة كل شـىء الى أصـله ,- بخـارطـة طـريق - ذلك قد يـمكننا من مـعـرفة طـبيـعـة تـكوينها – القضبة - وهـذا من أول الأبـجـديات للوصـول الى حـلول .فـكل المـعـضـلة ، هى مـسـألة عـقـدة مـشـا عـر وتـرسـبـات لأحـاسـيـس فـجـة، قـادت الى هـدم الـشـخـصـية الإعـتبـارية، لـنصـف شـعـب الـسـودان ، على حـسـاب الـنـصف الآخــر، هـذا من نـاحـية و من النـاحـية الآخــرى، أن يـكون هـناك إسـتعـداد تـام لـتقـبل الآخــر، بـكل عـمـق الكلمة و مـفـرداتـهـا عـلـيه :فـلـنـبدأ من تـاريخ الإسـتقـلال 1956، ونـضـع فى الإعـتبار وبإنتـباه تـام كل مـا تـم دســه بيـننا من مـفـردات, هـدامة، ثـم نـأخـذ فى مـعـالـجـتها وفـضـحـها وتـعـريـتها، ووضـع كل {عـقـدة} فى مـكانـها الـصـحـيح وتـصـحـيـح، كل المـفـاهـيم المـعـوجـة، وركـيزة كل ذلك، ( تـربـية) هـى ذرع الـثـقة بـين أبـنـاء الوطـن الـواحـد، و نـشـر الـمـحـبة و الـمـسـاواة بـين الكل، فى الـحـقـوق و الـواجـبـات، وأن ننـتبـه لأمـاكن الالـتمـاس الـخـلافى ؛ الطـائفى والـعـرقى والأثـنى والديـنى، مـا أمـكن الى ذلك من سـبـيل على أن نأخـذ فى الإعـتبـار، الكل فى درجة واحـدة، حتى وإن كانت غـير مـتجـانـسة فى بـعـض الـنواحـى، و لكن الـسـلـسلة الـفـقـرية التى تـربطـها يـجـب أن تـكون , (المـواطـنة) و حـقـها .. للـفـرد .. إن كان، جـنـوبى أو شـمـالى، فله كل الـحـقـوق، وعلـيه كل الـواجـبـات، بالـتسـاوى فى إطـار الـسـودان المـتـحـد لا فـرق بـين هـذا أو ذاك , إلا بـمـدى مـا يـقـدمـه فى حـدود الإمـكانـيات المـتاحـة فى مـجال مـعـرفـته الـمكـتـسـبة .لـه حـرية ؛ الـدين - الـعـبادة - الإقـامـة - الـعـمل - الـتعـلـيم - الـعـلاج - الـسـكن - و الـرأى، فى إطـار دســتور، جـامـع مـتفـق عـليه من جـمـيع الأطـراف، و بالأغـلـبية المـطـلـقة .كـما يـجـب أن تـوزع كل خـيـرات الـبلد، و مصـادر الـدخـل الـحالـية و المتـوقـعة، كما يوزع الـدم من الـقلب، على جـمـيع الأجـزاء، كلٌ حــســب حـاجـته، وبـمـقـدار مـتفق عـليه ســلفـا، بالـتسـاوى المنـطـقى و المـقـبول عـقـلا، و يـجـب أن لا تـكون للـعـواطـف أو الإنـتـماءآت، أى تـأثـير فى هـذا الـوزيع، عـندهـا, نـجـد الأحـقـاد قـد إضـمـحـلت وتـلاشـت وحـل مـحـلهـا التـكـاتـف فى مـحـبة و إتـحـاد فـاعـل مـؤثر دال، لا تـشـرزم يـبدد الأخـضـر واليـابـس، ويـقضـى على الـبـقـية البـاقـية من هـيكل هـذا الـبلد المريض.يـجـب أن لا تأخـذ السـياسـة كل المـسـاحـة و الإهـتمـام، بل يـجـب أن تـكون هـناك الـنظـرة الإنـسـانية للطـرف الأخــر، و نـسـيان المـاضـى، ظـاهـره و بـاطـنه، لأن هـناك أشـيـاء كانت مـفـروضة عـليـنا من خـلفـيـات الـمـستـعـمـر ... وهـذا مـا يـفـرض عـليـنا الأن و لكن بصورة وإن إختلفت شكلًا و لكنهـا لا تـخـتلف مـوضـوعـا.فـنـفس الـمجـمـوعـات الإسـتعـمـارية التى كانت تـدَعـى، قـبل نـصـف قـرن مـصـلـحـتنا ! فـإنهـا مـازالت تـدَعـى نـفـس الـشىء، ولكن بـإسـلـوب عــصـرى مـتـحـضـر ومـبـتكـر حـديثا .و نـحـن مـا زلـنا ... أطـفـال ... فى نـفـس مـرحـلة الـجـهل – الـسـابـقة – بـمـصالحـنا، ويـخـيل الينا إنهـم –أى الـمـستـعـمـر- أدرى بهـا مـنا نـحن، فأى مـرضٍ هـذا؟ إنه مـرض , قـابلـية الأسـتعـمـار , كما قال المـفـكـر الـجـزائـرى ( مـالك بن نـبى ) ,فـكـيف لـقـادتنا أن يـفـهـمـوا بـعـض الـحـقـائق، وأن يـتنازلوا عن بـعـض الـمطـالب، وأن يـخـسـروا يـعـض , الـمواقـع – تـكتـيكـيا – بـعـدهـا، سـوف يـكون الـمكـسب أكـبـر و أشـمـل و أعـم ممـا نـتـصـور .... و لكن مـا يـؤسـف لـه ... إن .. فـاقـد الـشـى لا يـعـطـيه !.فى أواخـر أيـام الإستـعـمـار - المـصـرى الأنـجـليـزى – للـسـودان، وإسـتـعـدادا للإسـتـقـلال، كان هـناك لـغـط خـفى، و مـسـتور يـدور, بـين أوسـاط أبـنـاء الـجـنـوب، ضـد الأقـلية - من أبـناء الـشـمال - التى تـعـيـش بـين ظـهـرانيهـم، و جـلهـم تـجـار.. و لـيـسوا ( جـلابـة ) يـعـملـون فى التـجـارة البـقالة الـبـسـيـطة، فى حـدود ضـيـقة على قـدر مـا يـسـمـح بـه الـزمان والمـكان والمـجـتمـع الـمحـيط، هـذا من نـاحـية ، ومن نـاحـية اخـرىـ فى تـجـمـيع ( خـيرات) الـجـنـوب من جـلود أو أخـشـاب نـادرة ومـا الى ذلك، وإرسـالـهـا الى الـشـمال، وكانـوا , يـشـكـلون طـبـقـة مـتـرفة -- نـسـبـيا – قـياسـا بالأغـلـبية المـحـيطة بـهم من أبناء الجنوب، كـذلك كان فى شـمال الـسـودان، أخـوة من الجـنـوب جـلهـم يـعـملون فى مـهـن غالـبا مـا تـكون هـامـشـية وهذا الوضع، جاء من تخطيط إستعمارى ¸خبيث !وحــسـب ســياسـة الـمـناطـق المـغـلـقة كانت الأعـداد هـنا أو هـناك قـليـلة و مـحـدودة للـغاية، لأن حـركة التـنـقل فى كل الـسـودان – وخـصـوصا – الجـنوب، لا تتـم إلا بتـصـاريـح خـاصة و مـحـدودة، ومـراقبة من سـلـطـات الـمـستـعـمـر.فى تـلك الأجـواء من التـوتـر والـمـشـحـونة بـمـشـاعـر مـتضـاربة، وعـدم فـهـم للـحـقائق، من جـراء دفـع و شـحـذ الكـنائس لبـعـض الأفـراد من الجـنوب لـكى يـسـتعـدوا للإنـتقـام من – الجـلابة – وتـوضـيح مـا يـفـكـرون فـيه من الأن، إن تـأكـد الإسـتقـلال، لـيكـون واضـح أن هـناك ثـأر مـؤجـل لـوضـع قـد يـفـرض عـلـيهـم! فيـجـب تـصـفـيته أولأ ، قـبل الـدخـول فى أى مـتاهـات و خـلافـه بـعـد الإسـتقـلال.ففـى صـبـاح يـومٍ أغـبـر، تـسـلح الأخـوة فى الـجـنوب – بـواسـطة الكـنائـس – بـكل مـا يـمكن أن يـوصـف بـانه , سـلاح، وهـجـموا على مـسـاكن و مـحـال أؤلائك الـتجـار، الذيـن بـين ظـهـرانـيهم - أخذوا على غرة - فـعـملوا فـيهم تـقـتـيلا جميعًا هـم وزوجـاتهم وأبـناءهـم ، وحـرق وهـدم وســحـل، و مـا الى ذلك ممـا لا يمـكن وصـفه تـفـصـيلا لـبـشـاعـته ( حسب التفارير) ! وإن لـم تـخـنَى الذاكـرة ، كانت هـذه هـى بـذرة الـتمـرد الأولى فى مـديـنة{ تـوريـت} فى أوائل الخـمـسـينـات من الـقـرن الـماضـى، وهـى أول حـركة منـظـمة ومـدروسـة وعـصـيان، من بـعـض فـصـائل منـشـقة من الـجـيـش النـظامى، ومـعـهـم أفـراد {مـلـكييـن}!.و للـحـقيقة أقـول، أن الأخـوة فى ومن شـمـال الـسـودان كذلك يـلامـون ، لـمـسـاهـمـتهم فى تـغـذية مـا يـحـمـله الأخـوة فى الـجـنوب، من حـقـد وكـره لـهـم، لأفـعـال إسـتـفـزازية وقـحـة وفـجـة فى مـعاملـتهم و نـظـرتـهم وتـقـييـمهم لأخـوتهم ( الجنوبى) وذلك مـنـطـلقه ، إســتعـلاء فـارغ أو تـكـبـر أجـوف، عـن فـهـم اخــرق، ففى بـعـض الـمناطـق يـعـامـل الـجـنـوبى بـمنـتهى الإحـتـقـار وألإزدراء والـتعـالى، حـتى فى بـعـض الـحـالات، يـمـكن أن تـوصـف الـمـعاملة بالإســتـعـبـاد ، لأنـه مهمش ومــضـطـهد، عـرقيا أو لأنـه ممـلوك وليـس بـحـر، حـسـب الـنظـرة الـعـامة التى رســبـها المـسـتعـمـر فى الـعـقـول، و الـعـكـس صـحـيـح !!مـا أريـد أن أصـل الـيه ، من الفقـرة الـسـابـقة إن الـشـمالى عـن جـهـل قـد ســاعـد وبـعـمـق وفـعـالية، فى {فـصـل} الـفـرد الـجـنوبى، عـن منـظـومة الـوطن والـمواطـن، وهـذا مـا نـتـباكى عـليه الأن.... فـكـيف يـعـقل أن نـطـلب من فـئةٍ مـضـطـهـدة، و ذاقـت الأمـرين، أن تـحـترمـنا و نـحن من قـبل، لـم نــحــتــرمــها، فيـجـب أن نـثـبت لـهم اولا : إنـهـم ســواســيـة لــنـا فى كل شـىء، صـغـيره قـبـل كـبـيره، وهـذا هـو أصل الـمـشـكلة، فـهى لـيـست مـشـكلة حـاكم ومـحـكوم ،و لـكنـها مـشـكلة ســيد وعــبد !!و فى الـملـحـمة الأغـريقـية، عـندمـا إنـتصـر إسـبـارتـاكـوس على الـسـادة ، فأول مـا فـعـلوه هـو الـجـلوس مـكانهم ، والرمـى بالـسـادة للأســود ,فـيـجـب أن ننـتبه الى هـذا ونـحـن نـخـطوا فى مـزالـق، مـهـدهـا لـنا الـسـتعـمـر، و نـحـن .. كـما ... نـحـن .. دائمـا .. فى عـمى .. و جـهل ,... و تـخـلـف .. ولا نـدرى مـا هـى مـصـلـحـتنـا ! و من عـدونـا ! و أيـن الـصـديـق !... فقـط .. جـمـيع أفـعـلنا , .. غــريـزية .. – كالبهائم - وعـن .. عـاطـفـة .. عـمـيـاء .. إن , كـان ... من ....الـشـمـالى ...., أو الـجـنـوبى ......لـنـتصـور هـذه البـقـعـة من أرض ,الإفـريـقـية، .. بـعـد .. إسـتقـلالـهـا مـبـاشـرة، هذه البقعة التى كان يـطلـق عليها , الـسـودان , (المـصـرى – الإنـجـليزى) هـذا إذا كـان لأحـدهـم نظـرة ثـاقبة مـسـتقـبلية، نـظـرة وطـنـية، هـذا الأحـد! ..... إذا كـان يـقـطـن { فـاشـودة } فى أقـاصى الـسـودان أو............ { حلفا} , فى الشـمـال.و ذلك كـى نـسـتشـف الـنواقـص، ولنبحث عن مناطق الضعف هـنا أو هـناك ولـنـتحـرى ، أيـن مـخـابىء الألـغـام - المـعـنـوية والاجـتمـاعـية – التى بـثـهـا و تـركـها و راءه الـمـسـتعـمـر، ولـنحـدد هـوية أذنـابه مـمن يـمكن أن يـشـكـلوا له، معبر آمن{ مـسـمار جـحـا } أو { كـعـب أخـيل } ...... لـنهـدأ قلـيلا ولـننظـر لـكل شـاردة وواردة، بـتروى ومـوضـوعـية ، مـنـطـلقـها الـوطـنية، و لـيست الـقبـلية أو الجهوية الـعـنـصـرية الأقـلـيمـية الـمـحـدودة، أو الدينية ونـتحـاشـى منـطـلق، الـخـبـث والدهـاء السياسى - وبـنات أفـكار الـمـسـتعـمـر- فى تـناولـنا لـكل نـقـطـة ، وأن يـكون ديـدنـنا الوضـوح والـشـفـافـية ونـبـذ الـذات .و لـنبدا بالأبـسـط ظـاهـريا، الذى يمـكن تـحـديده لـيـعالـج الا و هـو الـجـهـل ، و ليس مـا أعـنـيه بـالجـهـل .. الـجـهـل الأكـاديـمى فقط، إنـما الـجـهـل بالوطنية النـاتـج عـن الـتخـلـف، فـالإنـسـان أولا و أخـيرا، إبـن بـيـئـتة، ..... فـفـاقـد الـشـىء لا يـعـطـيه ... ولـنـعـكـس هـذا الـطـرح على إنـسـان جـنـوب الـسـودان :مـا هـى الـبـنى الـتحـتية التى وظـفـت لـهذا الأنـسـان أ يـام الإسـتعـمـار أو بـعـد الإسـتقـلال لاحـقا ؟ الإجـابـة لا شـىء، أين هـى المـدارس الـشـاملة الـكاملة والجـامـعات الوطـنية؟ أين هـى الـمـصانع الـصغـيرة التكميلية؟ أو الشـركات الأنـتاجـية الكـبرى؟ أين هـى الزراعـة للـغـلال أو زراعـة الـفـواكة الأقـلـمية ؟ وأين هـى الـثروة الـحـيـوانية؟ أين هـى الـطـرق والكـبارى؟ أين هـى المـواصـلات السـلكية والاسـلكية؟ أين هـى الـمـسـتشـفـيات العامة والـصـحة المـهـنية؟ .... أين؟ ... و .... أين ؟؟؟؟؟؟ .و بـما إن الـكل، فى شـكل أحـزاب أو جـمـاعـات أو قـبائل، وقـومـيـات إثـنـية عـرقـية، كـلٌ يـجـرى وراء هـدف أو مـصـلـحة، فى نـطـاق ضـيق مـحـدود، فـى الـنـطـاق الذى يـخـدم (أنـا) الـفـردية و لـيس (نـحـن) الجماعية، للـتآخـى والـتكـامـل ... كلٌ يـطـرح و يـتشـدق بـتـراهـات فـارغـة لا تـخـدم إلا الـمـسـتعـمـر، - والفـئة الـضاـلة المضلة، - فـتمـكنـهـم من تـقـويـض كـل الأهـداف الـوطـنية الـنبـيلة الـسـامـية، فـإذا نـظـرنا الى عناوين الأحـزاب الـوطـنية الأولى إدبـان الإسـتـقـلال ومـنطـلقـاتها، من مـسـمـياتهـا و مـا آلت الـيه بـعد ذلك فهى تـرجـمة لـما أرمـى الـيه :حـزب الأشـقـاء قـد طـاش ليـفـرز، حـزب الـشـعـب الديـمـقـراطى من جـهة، والـجـزب الـوطـنى الأتـحـادى من جـهة أخــرى، و حــزب الخــريجين بعد أن إبتعد عنه البعض، إنـشـطـر الى أخـوان مـسـلمين و شـيوعـيين، وحــزب ألأمــة الـعـريق، أنشطر ثم تـقـلص، ليـنكـمش فى غــرب البلاد، كـل هـذه المـجـموعـات لـم تـلتـفت الى الأهـداف الـعامـة إجـمـالا، فـسـقط منـها هـدف ,تـنـمية جــنوب الـبلاد، و لـن تجـد من إلـتفـت للـجـنوب إلا لـشـراء الأصـوات - للإنـتخـابـات - فـقـط، و أتـحـدى من يـثـبت غـير ذلك .وهـذا من بـعـض الأخـفـاقـات الـواضـحة المعـالم لـكل لذى حــس وطـنـى، فمن الأجـدر بـنا أن نـتعـظ بـهـا، ونـدرس عـوامـل الإخـفـاقـات والسـقـوط، و مـا هـى الـسـبل لـتفـادى ذلـك، , مـما قـاد و يـقـود الى التـفـرق بـعـيدًا عـن مـسـارات الوحـدة للـبلد الـواحـد، أو الـبلاد الـعـربية أو دول الـعـلم الـثـالث .عـلـيه، هـل أخـذ الأخـوة فى الـسـودان، شـمـاله وجـنـوبـه الـعـوامـل وراء تـلك الأخـفاقـات و غـيـرهـا مـما قـاد يـقـود الى , الـفرقـة !؟.أتـسـاءل مـا هـو الـخـطآ إذا مـا تولـى بـعـض مقـالـيد الحـكـم بـعـض الأخـوة من الـجـنوب ,؟ ومـا هـو الـضـرر إذا مـا أنـتخـب رئـيس الـبلاد من الـجـنوب – دوريـا - بالـتنـاوب مـع نـائب لـه من الـشـمال، فـإذا مـا نـظـرنـا لـهذا كـبداية لـخـطـوات الـتطـبـيع التآخـى و الـتآذر، ووسـعـت وأطـلـقت الـحـريـات ودرجـات الـمـسـاواة، وذلـك لـلم الـشـمل الـشـارد فى إنـفـتاح مـعـنـوى دال، وصـولا لـدلالات مـقـنـعـة ومـسـارات ذات شــواخـض هـاديـة فى طـريـق وإن طـال وصـعـبت دروبـه ...ولـكن إســتـحـواز الـنـفـوس للـمـبـادىء الوطـنية الـصـادقـة ذات الـجـذور الـضـاربـة فى الأعـمـاق، يـجـعـل الأمـل مـؤكـدا ... يـومـا مـا .بـعـد إسـتقـلال الـبلاد ، هـناك أسـئلة كـثـيرة تـفـرض نـفـسـهـا وهـى :أيـن هـى الـمـدارس ؟ التى أسـسـت فى الـجـنوب لـسـد الـنـقـص فى الـهـيكل الـتعـلـيمى من نـاحـية ومن نـاحـية آخـرى إضـاءة مـسـارب جـهـل { الـغابـة } التى أعـمـاقـها كـله ظـلام دامـس تـركـه الـمـستـعـمر- لـحاجـة فى نـفـس يـعـقـوب -.أيـن هى الـمـنـاهـج الـتعـلـيمية الـهـادفـة الـوطـنية الـدالة التى تـنـير الـعـقـول ؟أيـن هـى وزارة الـتربـية والـثـقافـة ؟ التى تـحـمل مـشـاعـل هـادفـة مـعـيـنة ذات إشـعـاع حـضـارى مـسـتنـير؟.أيـن هـى الـبرامـج والـندوات والـمـسـارح ودور الـسـينما التى وظـفـت لـها الأمـوال وأقـتـطـعـت من بـعض ممـا يـنفـق على صـغـار الأمـورا ؟!أيـن هـى الـمـصـانع والمـزارع التى تؤلـف الأفـراد و تـحـبب الجـماعات فى بعـضها البعض، وتـلم الـشـمـل ,؟! أيـن هـى الكـنـائـس والجـوامـع الـوطـنـية ,؟ التى تـآخـذ بـيـد الـجـهـلاء و بـعـض ذوى الـتخـلف الـحـضارى الى مـرافئ المـدنـية !!أيـن هـى الـتنـمـية للبـنى الـتحـتـية، التى بـهـا ومـنها يـفـيض خـير الجـنوب على الـشـمال، ويـصـل خـير الـشـمال الى الـجـنوب فى تـبـادل حـمـيـم أخـوى الـنزعـة؟!!أيـن ... و ... أيـن ؟؟ !!إن كل كـلمة ممـا سـبـق، تـحـتاج لـدراسـة و توظـيف للـعـقـول الـوطـنية الـمـسـتنيرة، وأمـوال من جـمـيع الـشـعب الـسـودانى، والأخـوة من الـجـوار ، الأفـريقى والـعـربى على الـسـواء.و بـطـرح مـا سـبق، يـجـب أن نـضـع نـصب أعـيـننا، , الـغـرب الإسـتعـمـارى و مـا سـوف يـفـعـل لـوأد كـل إصلاح بـكل الـطـرق .. و آمـل .. أن لا تـكون فـلـسـفة الكـلام قـد جـرفـتنى أنـا الأخـر الى مـأخـذ .. غـيـر مـا أهـدف ....