عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير بمكة المكرمة

إن بيان القرآن وتفسيره ، هو مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم الأساسية بعد تبليغه ، ولا يفهم من هذا أنه صلى الله عليه وسلم قد فسر ، وبين معاني القرآن كله ، وقد كان عبد الله بن عباس صاحب الباع الأطول في هذا الميدان ، وقد امتاز بأمور لم تتوفر لسواه ؛ منها : ملازمته لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، والقرابة التي تربطه به ، ولما يمتاز به من فكر ثاقب ونباهة عجيبة ، ويبرز الكتاب دور المدرسة الخاصة بابن عباس في التفسير ، في نشر وتوزيع هذا العلم ، وأقوال ابن عباس في التفسير ، وكيف أنه حجة ، وما تتميز به تلك الأقوال من الثقة والقبول ، ويتناول أوجه المثالية في شخصية ابن عباس العلمية ، وفي تفسيره ، فذكر شهادات أكابر الصحابة والتابعين ، وأقوالهم فيه ، مع ذكر نماذج صحيحة من تفسيره ؛ تبين الخطط المثلى التي كان يتضمنها منهجه في التفسير .