تطوي السنون والأحقاب وتتعاقب الأجيال والدول، ولا يبقى من أنباء الأوائل غير ما يتلقى الأواخر عن ألسنة الرواة في أساليب القصص بأحاديث السمر مروياً، كما يشاء، بالميل أو يقتضيه الغرض. وعلى هذا النمط كانت تضيع الحقائق. وهذا ما ينطبق على أخبار الدولة العثمانية، فالقارئ العربي يفتقد مصادر تاريخ هذه الفترة الهامة من حياة أمته وبلده، فلا...
قراءة الكل
تطوي السنون والأحقاب وتتعاقب الأجيال والدول، ولا يبقى من أنباء الأوائل غير ما يتلقى الأواخر عن ألسنة الرواة في أساليب القصص بأحاديث السمر مروياً، كما يشاء، بالميل أو يقتضيه الغرض. وعلى هذا النمط كانت تضيع الحقائق. وهذا ما ينطبق على أخبار الدولة العثمانية، فالقارئ العربي يفتقد مصادر تاريخ هذه الفترة الهامة من حياة أمته وبلده، فلا يجدها متوفرة بالشكل المنهجي الموثق. والأبعد من ذلك أن القارئ أو الباحث وإن وجد كتاباً يتحدث عن الدولة العثمانية، إلا أنه سيجد مؤلفه معرضٍ صفحاً عن السلاطين العثمانيين، فلا يذكرهم بخير أو شر، أو مؤلف كارهٍ لهم يذكر مثالبهم دون فضائلهم. والدولة العثمانية دولة مثل بقية الدول، لها محاسنها ومساوئها، ومما لا شك فيه أن آخر كل دولة يكون أسوأ من أي فترة سبقتها، وإلا لم تستبدل بغيرها.من هذا المنطلق، وللأمانة التاريخية عمد المؤلف إلى التأريخ للدولة العثمانية، حيث قام بوضع تاريخ موجز لسلاطين آل عثمان، وكان قبلاً قد استهل كتابه بنبذة حول علم التاريخ والسياسة، وبمبحث تناول فيه أحوال الدولة العثمانية متحدثاً عن الحكومة العثمانية المطلقة ومستعرضاً من ثم شجرة نسب العثمانيين.وبالإضافة إلى ذلك كان المؤلف حريصاً على تزيين كتابه بصور السلاطين، حيث أرفقت صور السلاطين مع كل ترجمة. بالإضافة إلى ذلك تمّ إرفاق كل ترجمة بأهم الأحداث التي وقعت في زمن السلطان صاحب الترجمة. مع ذكر أسماء معاصريه من الملوك. وقد بلغ تعداد السلاطين أصحاب التراجم حوالي ست وثلاثون سلطاناً من سلاطين بني عثمان.