ليس بغريب على من كان صاحب مسيرة مضيئة توزعت بين اللاهوت والفلسفة والتاريخ والسياسة والعمل الرعوي، أن يكتب عن "روحانية القديسين الموارنة" هو إسم علم، متميز في عيشه كهنوته وأسقفيته، وفي اكتناهه لروحانية القديسين ودورهم في التاريخ.من هذا المنطلق وضع كتابه في خمسة فصول بدأها بـ "مار مارون أبو الكنيسة" ودعوته إلى الكهنوت والنسك "مار ...
قراءة الكل
ليس بغريب على من كان صاحب مسيرة مضيئة توزعت بين اللاهوت والفلسفة والتاريخ والسياسة والعمل الرعوي، أن يكتب عن "روحانية القديسين الموارنة" هو إسم علم، متميز في عيشه كهنوته وأسقفيته، وفي اكتناهه لروحانية القديسين ودورهم في التاريخ.من هذا المنطلق وضع كتابه في خمسة فصول بدأها بـ "مار مارون أبو الكنيسة" ودعوته إلى الكهنوت والنسك "مار مارون – شأنه شأن كل القديسين الموارنة – لم يكتب لا عن ذاته ولا عن مجتمعه. الوجود هو أعمق من أن تعبّر عنه الكلمة. لكن وجوده ليس بلا معنى وبلا سؤال. فوجوده سؤال يعنيني، ولا سبيل للهرب منه (...)". يعتبر المطران أنطوان موراني أن الموارنة استمدوا من مار مارون "... هذا العزم التاريخي، الذي لا يزال يميز الموارنة هو دون شك مأخوذ منه، وهو عزم عميق، يعمل في الخفية (...)"أما الفصل الثاني فجاء بعنوان "شربل – رمز المجد الإلهي" وفيه إضاءة على دعوته، وسيرته، وعجائبه الكثيرة، حتى أنه عرف في ألمانيا، "براهب العجائب" ... ثم الفصل الثالث وجاء بعنوان "القديسة رفق أو روحانية الضيعة، وفيه، ولادتها، طاعتها، حياتها، أما غاية دعوتها "خدمة الله تعالى وحده" وفيها معنى "التوحد" ، و "الدهرنة" ... الخ. أما الفصل الرابع فخصص للقديس "نعمة الله كساب (الحرديني) قديس الشعب" وكلمته الشهيرة "هيك هي الرهبانية، وهيك بتضل، وهيك كانت، والشاطر يخلص نفسه" وتتضمن نقاش حولها، والذي يعني "خلاص النفس" وهو المعنى الأسمى والأبعد والأخير لحياتنا على الأرض ... ويأتي الفصل الخامس والأخير بعنوان "الأخوة المسابكيون شهادة الدم" وتعني أن القديسين، قدموا دمهم شهادة إيمانهم وتتضمن إضاءة على "شهادة الدم أداها المسابكيون في دمشق في ليلة العاشر من تموز سنة 1860 وتاريخ الموارنة مليء بالشهداء وفي مقدمتهم بعض بطاركتهم الأخوة المسابكيون عرفوا بسيرتهم الطيبة ...".ومسك الختام ما يعني المطران أنطوان حميد موراني من تأليفه الكتاب "... أني بحثت عن "روحانية القديسين الموارنة" دون مزج سياسي، وأني توصلت إلى طرح قضية تعنيناً جميعا كعرب. وهذا يعني أن لبنان في عمقه الروحي، وليس "كمارونية سياسية" أو "كانعزالية مارونية" عليه أن يقدم لإخوته العرب الكثير الكثير ليعودوا هم بدورهم إلى هويتهم الأصلية...".