أجل .. وأريدك اليوم أن تشاهدياه هي وجوقتها الملتفة حولها. لا أريد أن أرى شيئاً.. أريد الرحيل عن هذه المدينة، فلم استطع العثور فيها على عمل. لن ترحل إلا معي.كان البيت أشبه بالقصر المهجور.. ساقني إلى مدخل ضيق تقبع عند طرفه أشجار عتيقة ذات أجمة كثيفة عند البوابة الرئيسية للقصر، مازلت أسير في طريقه المتعرج، حتى وصلنا إلى باب صغير يف...
قراءة الكل
أجل .. وأريدك اليوم أن تشاهدياه هي وجوقتها الملتفة حولها. لا أريد أن أرى شيئاً.. أريد الرحيل عن هذه المدينة، فلم استطع العثور فيها على عمل. لن ترحل إلا معي.كان البيت أشبه بالقصر المهجور.. ساقني إلى مدخل ضيق تقبع عند طرفه أشجار عتيقة ذات أجمة كثيفة عند البوابة الرئيسية للقصر، مازلت أسير في طريقه المتعرج، حتى وصلنا إلى باب صغير يفضي إلى صالة فسيحة تغمرها الأضواء الحمراء وبعض النساء اللواتي يرتدين جلابيب ممزقة وحلي نحاسيبة وأقراط طويلة تتدلى لصدورهن وشعرهن منكوش، في الوسط تقبع امرأة جاوزت الستين تقريباً، تندب وتلطم ، خديها وتدور في الوسط بينهن كالمجنونة، أشار إلي وقد بلع ريقه بصعوبة: هذه أمي، كما ترين مسحورة، إنها ن تستريح حتى تريق دم فتاة، وتزينني به. أنها جريمة. لكنها مسحورة يا ليلى.وجدت يمسك بذراعي بقوة ويدفعني للدخول إلى الصالة وينظر إلي بشراسة..تلفت لأجده شخصاً آخر غير ذلك الشخص الذي قابلته منذ عام.. لقد تحول إلى ذئب عينيه حمراوتين يضطرب ويموج ويثأثأ كثيراً. الليلة هي.. هم بقذفي إلى معتركهن..تملصت بلطف: يجب الرحيل الآن.. دعني من فضلك..وجدت أشباح النسوة تتداعى على الحوائط والعوارض الخشبية المحاطة بالثريات المدلاة بعناية من السقف. تقترب مني. أمسك بكتفي وقبض على شعر رأسي.. هم بدفعي إلى الأشباح التي تدنو شيئاً فشيئاً.. صرخت وظللت أصرخ، إلا أنه لوى ذراعي وراء ظهري وهوى بيده الأخرى على فمي ودفعني إليهن، بتحد جرؤت على عضه بشدة حتى صرخ، وهربت منه، وظللت أجري طويلاً دون أن أدري أن هناك دماً ينزف من رقبتي، وبقايا لحم مغروس بأسناني، وصدى عواء يرن في أذني.