خريطة الشيعة في العالم "دراسة عقدية -تاريخية -ديموجرافية - استراتيجية"

جاءت هذه الدراسة لتتناول التأثير العقدي للشيعة فى السياسة الإيرانية وسياسة التجمعات والأحزاب والقوى الدائرة فى فلكها, وأهمية البعد العقدي بشكل عام وتأثيره فى عالم السياسة عموما, ومسألة الاتزان فى التعاطى مع المشروعين الغربي - "الإسرائيلي" والشيعى الإيراني, ووضع كل بحجمه الحقيقي من دون تعسف أو سوء تقدير. وكذلك, لتطل على الماضى حيث دول الشيعة وتجمعاتهم البارزة بقدر من الاختصار الذى تدعوه الحاجة, لمجرد الاستهداء فى قراءة اللحظة من دون الاسترسال فى التاريخ الجاذب نحو مسالكه وأوديته الجاذبة للدراسة, وتحديد الخيط الواصل بين الفكر الشيعى والسياسة الإيرانية, وتوابعها.. كيف يمكن قراءة الفكر الشيعي بعدسة استراتيجية عصرية. وتحاول الدراسة أن تقدم اختزالا للمشهد السياسي في إيران, وتحدد أركان النظام السياسي الإيراني وقواعده, وتسعى لفك الاشتباك أو بالأحرى تفسير الامتزاج الفارسي القومي والشيعي الديني, الذي يرسم معالم السياسة الإيرانية ويرفدها بفكر يساند هذا العنصر بذاك وصولا إلى هذا النمط المتناغم من التثوير القومي والحماسة الطائفية. وتسعى الدراسة إلى دفع الالتباس الناتج عن قراءة الدعوة إلى التشيع كدعوة دينية عامة أو مشروع سياسي بحت, أو كليهما معا. ثم تتبع الاستراتيجية الإيرانية وما طرأ عليها من تغيير وتطوير خلال الأعوام التى تلت الثورة الإيرانية قبل أكثر من نصف قرن.وعرض خريطة للتوسع الشيعي في العالم عموما والحوض الإسلامي خصوصا, وكيف نراها, مع الاعتراف بأن هذه الخريطة لن تجاوز حدها المعرفي لترقى إلى الجانب الإحصائي الدقيق الذي قد تتوافر عليه أجهزة بحثية تملك من الآليات والأدوات والإمكانات ما يكون بوسعها معه التحقيق والتدقيق بشكل يجاوز حدود هذه المقاربة البحثية. وفى الأخير, نخلص إلى تحديد ماهو لائح فى الأفق, الخاضع دوما إلى التهويل أو التهوين, سعيا إلى قراءة اللحظة في ضوء الماضي وأفق المستقبل.