تتمثل مجموعة أمثل اسماعيل في "يعمر الورد" بثمة إحتواء لوجدانية صادقة مرهفة، تتداخلها صناعة، عبر إختيار معجم العبارات، ليحافظ المناخ العام للقصيدة، على صلابة ما، ومجازية في التعبير. البالغ في ما يختلج في ذات الشاعر، ذلك التعالي الرحب، والتسامي على إنبهار وانهمار وغزارة في لملمة الصور والمشاهد الشعرية، بطريقة تحتشد في مكان، ثم تتو...
قراءة الكل
تتمثل مجموعة أمثل اسماعيل في "يعمر الورد" بثمة إحتواء لوجدانية صادقة مرهفة، تتداخلها صناعة، عبر إختيار معجم العبارات، ليحافظ المناخ العام للقصيدة، على صلابة ما، ومجازية في التعبير. البالغ في ما يختلج في ذات الشاعر، ذلك التعالي الرحب، والتسامي على إنبهار وانهمار وغزارة في لملمة الصور والمشاهد الشعرية، بطريقة تحتشد في مكان، ثم تتوزع في مكان آخر، وكأنما الغاية، بث روح امتلأت بالألم وتخضبت بعصارة المرارة، واتسمت بطابع الحزن الذي لا يعرف حدوداً ولا سدوداً في النفس البشرية: "في زاوية عمره/ على كرسيه الهزاز- داخله/ مقطوعة من الخيبة المضطربة.." ثم: "آتيك/ مدججا بالحب/ مثخناً بالوصال الباقي../"في مثل هاتين الصورتين وغيرهما، يعتلي المعنى المجازي صهوته، حتى يبلغ لواعج العشق الصافي، والسكب الجواني المدبح بملوانة تختلط فيها الزيوح والألوان: "فيما ذابت كفاها في فمي/ وردتي سكَر/ مساء/ وفي أذنيَ/ ساح كاكاو صوتها".ثمة إضاءة ما، على زاوية الإنتقاء المجرد للألفاظ، بهدف جمع شريحة من العبارات والصور، تكرَ مبتهجة أناً، كأنما هي في عرس الإنكسار المحموم، أو طوراً كأنما خارجة مثقلة بإيقاعات حادة. ولربما في ذلك، ما يحصل من الإنسياب بشكل عام، حالة لها مناخيتها وذاتيتها.غير أن المرارة هي التي تطبع تلك الحالة، وهي استمرارية رحبة لولع الشاعر، وللسكينة المباغتة، ولوحدة تبعث من الصمت: "من أزمان/ حين عادت المرأة عن وجهي/ مثلما مركز اللاكون/ كنت بمفردي/ ولم أكن وحدي"..هي قصائد الرحيل والوجد والمرأة والمسافة التي لا تنتهي: "كأنها لراحتي الرحيل/ تلك المسافة المائلة بيننا/ تلك الروح المائلة"..."يعمَر الورد" حب كبير، لا يعرف الا سبراغوار الذات.طوني مسعد.
