سينما حليم

هذا ليس كتابًا أسجل فيه رؤيتي النقدية لأفلام حليم، وليس عددًا تذكاريًا لمجلة مغمورة تحمل مانشيت "نساء في حياة العندليب"، وليس دفترًا أدون فيه حكاياتي معه. فأنا مواليد 1989 أي بعد وفاته بـ12عامًا. أنا من جيل لم يعاصر حليم، وفي الوقت ذاته حليم موجود معه دائمًا.. معه في جميع اللحظات الحلوة والمرة التي يعيشها.. في لحظات النجاح بأغنية "وحياة قلبي وأفراحه"، وفي عيد الميلاد بـ"عقبالك يوم ميلادك"، وفي أوقات الحب بـ"أول مرة تحب وبتلوموني ليه"، وفي أوقات الفراق بـ"كان فيه زمان قلبين وفي يوم من الأيام"، في وقت المعركة بـ"خلي السلاح صاحي وفدائي"، وفي وقت النصر بـ"الله يا بلدنا وعاش اللي قال"، وفي وقت الهزيمة بـ"عدى النهار وأحلف بسماها وبترابها".. كان معنا في ثورتنا (25 يناير) بـ"صورة". ها هو الغائب الحاضر.. فبعد مرور أكثر من 35 عامًا على وفاته، فهو النجم رقم واحد.. نجم الجيل وكل جيل. الذي لم يستطع أي نجم من النجوم الجدد الوصول لمستواه.الكتاب الذي بين يديك الآن يحمل توثيقًا بسيطًا لتاريخ الفيلم الغنائي المصري، وماذا أضاف حليم له، ويحمل أيضًا حقائق على لسان حليم شخصيًا أو على لسان أحد المقربين منه، وتجميع لتفاصيل كل عمل قدمه حليم في السينما، والعوامل التي أدت إلى نجاحه، وأسرار اختيار القصة وكاتب السيناريو والمخرج والممثلين، وجلسات العمل واختيار الأغاني المناسبة، ووجه المقارنة بينه وبين غيره من مطربي جيله.فقط أريد أن أقدم كتابًا يوثق أعماله في السينما، كي يكون (في يوم من الأيام) دليل متواضع لكل من يريد أن يتعرف على تجربة حليم السينمائية، فأنا أرى أنه صاحب تجربة فريدة تستحق الوقوف كثيرًا أمامها، وتستحق أن يكتب عنها عشرات الكتب والدراسات.