في خضم الحراك الثقافي الذي تشهده الجمهورية الإسلامية اليوم يأتي هذا الكتاب كمساهمة جادة في تحديد وجهة المعالجة لموضوع العلاقة بين الاجتماع الديني والاجتماع المدني. ويكتسب هذا الموضوع حساسيته الخاصة بعد خروج مقولة المجتمع المدني من الإطار النظري إلى ساحة الجدل السياسي الذي تعتبر المشاركة فيه، مشاركة في رسم ملامح المجتمع الإيراني ...
قراءة الكل
في خضم الحراك الثقافي الذي تشهده الجمهورية الإسلامية اليوم يأتي هذا الكتاب كمساهمة جادة في تحديد وجهة المعالجة لموضوع العلاقة بين الاجتماع الديني والاجتماع المدني. ويكتسب هذا الموضوع حساسيته الخاصة بعد خروج مقولة المجتمع المدني من الإطار النظري إلى ساحة الجدل السياسي الذي تعتبر المشاركة فيه، مشاركة في رسم ملامح المجتمع الإيراني في المستقبل المنظور. وبعيداً عن الساحة الإيرانية يبقى للموضوع أهميته الخاصة عندما نلاحظ أن الحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي قد شرعت في صياغة إجاباتها على أسئلة العصر الكبرى والتي منها وعلى رأسها ماهية الصورة التي تريدها لمجتمعاتنا العربية والإسلامية.وقد أفلح المؤلف إلى حدٍ ما في إثارة الموضوع وكان مشبعاً من جهة بيان الأسس التي يقوم عليها المجتمع المدني. وعلى هذا الأساس فقد تم في الفصل الأوّل التعرّض للقراءات والأفهام الموجودة فعلاً حول المجتمع المدني. كما تمّ في الفصل الثاني التركيز الخاص على التفسير الثامن للمجتمع المدني–والذي يمثّل في الحقيقة الفهم الشائع له في الفكر السياسي المعاصر–وجرى بحث مباني هذا التفسير وخصائصه، أما الفصل الثالث فقد تم تسليط النظر فيه على أسس ومباني المجتمع المدني وفيه جرت الإشارة إلى بعض المساعي الهادفة إلى إيقاع الصلح بينهما.وقد اختص الفصل الرابع والأخير من الكتاب بالبحث حول النسبة بين المجتمع المدني والدين من خلال ملاحظة توصياتهما وأهدافهما. ويحاول هذا الفصل أن يبلور في داخله هذا الموضوع الهام وهو أنه أيّ واحدة من إرشادات وأهداف المجتمع المدني المعاصر تتلاءم مع التعاليم الدينية حتى يجري أخذها بعين الاعتبار في صياغة وتصميم النظام السياسي الإسلامي؟ وإلى حدِّ وميزانٍ يكون هذا التلاؤم؟ وكذلك ستعالج في هذا الفصل النسبة بين الحكومة الولائية والولاية المطلقة للفقيه وبين بعض الهموم والتوجيهات المنبثقة عن المجتمع المدني.