لقد كانوا منذ أربعة عشر قرناً يقولون: أسلم تسلم. أما اليوم فأميركا تقول:تأمرك تسلم. و مع أن الكلمة الأولى كانت مقترنة بعبارة يؤتيك الله أجرك مرتين فإن الأمركة, هي تهديد دون أجر. ومثلما فرضت قوة ذلك الزمان,أن تكون روما فوق الجميع. وأن يتردد هذا النداء في بقاع العالم المعروفة آنذاك. هكذا فرضت أميركا بقوتها, التي لا تنافس, شعار أمي...
قراءة الكل
لقد كانوا منذ أربعة عشر قرناً يقولون: أسلم تسلم. أما اليوم فأميركا تقول:تأمرك تسلم. و مع أن الكلمة الأولى كانت مقترنة بعبارة يؤتيك الله أجرك مرتين فإن الأمركة, هي تهديد دون أجر. ومثلما فرضت قوة ذلك الزمان,أن تكون روما فوق الجميع. وأن يتردد هذا النداء في بقاع العالم المعروفة آنذاك. هكذا فرضت أميركا بقوتها, التي لا تنافس, شعار أميركا فوق الجميع. قال بوش: أصبحنا اليوم في العراق نعم: إن الضابط الأميركي (جاي غارنر) الذي تكلف بحكم العراق وإدارة شؤونه هو صورة مستنسخة عن المفوض السامي البريطاني الذي فرض في ديارنا منذ عشرينات القرن الماضي إلى آخر أربعيناته. ومثلما كان المفوض يقول هو وحكومته: نحن هنا منتدبون من عصبة الأمم لعونكم وتطويركم وتدريبكم على كيفية الحكم. هكذا يردد المفوض الأمريكي وحكومته على مسامع الشعب العراقي. ومع أن الظاهرتين احتلال صريح. فالظاهرة الأمريكية فرضت نفسها بقوة السلاح. دون أي تفويض دولي. بل بمخالفة شديدة للقانون الدولي. وهي الآن. بعد أن وضعت يدها على البترول إنتاجاً وتسويقاً. تبدأ بإنشاء القواعد العسكرية، يقيناً منها، بأنها جاثمة فوق صدر العراق إلى الأبد، ومتحكمة فيه وفي ما يجاوره من الدول وخاصة سوريا وإيران.