الحلول الجيواستراتيجية لمواطن الضعف بقطاع النفط في منطقة الخليج العربي

سيظل النفط والغاز، على المدى المنظور العاملين الرئيسين الحاسمين في عملية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي. كما ستظل قابلية تعرض قطاع النفط للخطر مصدراً للقلق في كلٍ من المنطقة وخارجها طالما ظلت مصادر الوقود الأحفوري تحتفظ بالحصة الكبرى في مزيج الطاقة على مستوى الأسواق العالمية. ومع ذلك، فمن الواضح أن أكبر سوق دولي للطاقة (الولايات المتحدة) لم تضع بعد حلاً شاملاً لنقاط الخطر هذه، وتواجه الدول الأخرى تحدياتها منفردة في إيجاد خياراتها البديلة الفاعلة.تهدف هذه الورقة إلى استكشاف نماذج جديدة للحوكمة الدولية لعلاقة المنتج - المستهلك لتخفيف الآثار السلبية لقابلية تعرض قطاع النفط للخطر مثل قطع سلاسل الإمداد أو سيناريوهات "ذروة الأسعار". كما تسعى إلى الإجابة على بعض الأسئلة الحيوية المرتبطة بأمن الطاقة، التي تغطي وفرة موارد النفط، والموثوقية، والأسعار المناسبة، والاستدامة. وتعمل على وجه الخصوص على بحث الأسئلة والقضايا والاهتمامات الآتية:• هل هنالك رؤية استراتيجية واضحة لمجابهة قابلية تعرض قطاع النفط للخطر في منطقة الخليج العربي؟ وإذا لم توجد هذه الرؤية فهل هنالك حاجة إليها؟• هل تقتصر نقاط الخطر الرئيسة على التغلب على مخاطر "الممرات الضيقة" في قطاع النقل والبنيات التحتية الحيوية (أي الآليات التشغيلية) ؟• إلى أي مدى تمثل الاستراتيجيات الجيوسياسية الحالية أو الخيارات البديلة للطاقة مقترحات واقعية إذا كانت مصادر الوقود الأحفوري في المتناول بأسعار مناسبة؟ وهل ستكون هنالك فرص ذات جدوى على المدى الطويل لتحقيق تنويع الطاقة المطلوب في التخطيط الاستراتيجي؟• ما هي الاستراتيجيات المبتكرة التي قد تستخدم للتغلب على مخاطر قطاع النفط في المنطقة ؟ يجب أن تستند استراتيجيات كهذه على الحوكمة الدولية والبرتوكول الجيد التنظيم للشراكات المتبادلة بين المنتجين والمستهلكين.وبسبب عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث الجيوسياسية بصورة عامة، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، فمن الصعب تصور إعداد استراتيجية مستدامة لأمن الطاقة تناسب كلاً من المنتجين والمستهلكين على حدٍ سواء. وعلى الرغم من ذلك، فمن الأهمية بمكان صياغة استراتيجية ديناميكية وعملية لتجنب أو تخفيف مخاطر قطاع النفط - سواء على المستويات متعددة الأطراف أو الثنائية أو القومية.