أن البحث فى حرية العقيدة هو بحث فى أجل حق يمكن أن يتمتع به الإنسان بوصفه إنساناُ ، إنه البحث فى حرية الإنسان فى اعتقاد ما يشاء بغير قسر أو إكراه أو اضطهاد ، وذلك لأن العقيدة تعد هى مصدر العواطف النبيلة ، ومغرس المشاعر الطيبة ، ومنبت الاحاسيس الشريفة ، فما من فضيلة إلا تصدر عنها ولا صالحة إلا وترد إليها . ومن أجل جاء هذا الكتاب و...
قراءة الكل
أن البحث فى حرية العقيدة هو بحث فى أجل حق يمكن أن يتمتع به الإنسان بوصفه إنساناُ ، إنه البحث فى حرية الإنسان فى اعتقاد ما يشاء بغير قسر أو إكراه أو اضطهاد ، وذلك لأن العقيدة تعد هى مصدر العواطف النبيلة ، ومغرس المشاعر الطيبة ، ومنبت الاحاسيس الشريفة ، فما من فضيلة إلا تصدر عنها ولا صالحة إلا وترد إليها . ومن أجل جاء هذا الكتاب والذى يتناول دراسة جادة عن حرية العقيدة فى الشريعة الإسلامية ، تلك الشريعه التى لا تميز بين الناس بسبب الجنس أو اللون ، كما تقر مبدأ المساواة بين الناس جميعاً ، ولا تهدر حقوق أحد لاختلاف الدين ، شريعة لا تجبر الإنسان على عقيدة أو مذهب لا يريده ، إنما كان نهجها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والإقناع العقلى والوجدانى .تلكم هى الشريعة الإسلامية ، التى أضحت الحاجة مساة فى العودة إلى مبادئها وقواعدها السمحة ، لا لأنقاذ المسلمين مما حل بهم من بلاء وانحطاط ، إنما لإنقاذ البشرية جميعاً من حالة التية والضلال فى عالم القيم والأخلاق ، عالم الروح والضمير .وتبدو أهمية الكتاب فى البحث فى كشف النقاب فى مفهوم حرية العقيدة فى الشريعة الإسلامية ، ومدى مواءمتها أو اختلافها مع هذا المفهوم فى الأنظمة الوضعية .ومما يزيد هذا المفهوم وضوحاً بيان مفهوم الحرية فى الأنظمة الوضعية وفى الشريعة الإسلامية ، ثم التعرض لنبذة تاريخية عن حرية العقيدة ومتى تقررت فى الأنظمة الوضعية ؟ كما تقتضى دراسة حرية العقيدة فى الشريعة الإسلامية أيضاَ ، بيان مصدر هذه الحرية ، والأسس التى استندت إليها ، وهل من إكراه أو قسر وقع على الشعوب أو على الناس لإدخالهم فى الإسلام ؟ وهل اعتمدت الشريعة الإسلامية الادلة البينة ، والإقناع وسائل لدعوة الناس ؟ وما حكم التاريخ الإسلامى على إقرار هذه الحرية لغير المسلمين ؟ وكذا بيان العلاقة بين حرية العقيدة وغيرها من حريات الفكر الأخرى . وغيرها من الأسئلة التى يسعى الكتاب الإجابة عليها مثل الجهاد وموقف الإسلام من المرتدين عن الإسلام وعرضه لأسباب تجريم الردة ومظاهرها .