وقفت سيارة ندا ، وترجلت هي وعمر منها أمام مقبرة .. تقدما ببطء ناحية تلك المقبرة .. فجأة .. شرخ جدار الصمت الساكن حولهما صيحة عالية جدًا ، لرجل عجوز جالس بجوار المقبرة ، لم ينتبها له :ـ وحدووووووه.أمسكت ندا بملابس عمر في خوف جم :ـ آآآه .. إيه ده ؟كتم عمر خوفه داخله ، حتى شعر بشعور غريب لأول مرة ينتابه ، وهو أنه سينفجر من كم الخوف...
قراءة الكل
وقفت سيارة ندا ، وترجلت هي وعمر منها أمام مقبرة .. تقدما ببطء ناحية تلك المقبرة .. فجأة .. شرخ جدار الصمت الساكن حولهما صيحة عالية جدًا ، لرجل عجوز جالس بجوار المقبرة ، لم ينتبها له :ـ وحدووووووه.أمسكت ندا بملابس عمر في خوف جم :ـ آآآه .. إيه ده ؟كتم عمر خوفه داخله ، حتى شعر بشعور غريب لأول مرة ينتابه ، وهو أنه سينفجر من كم الخوف الهائل الذي كتمه ، ولم يستطع تفريغه .. لكنه تمالك نفسه بعد لحظات ، قائلًا لها :ـ ما تاخديش في بالك .. سيبك منه .. الظاهر إنه شحّات .ثم محادثًا نفسه همسًا ، دون أن تستمع هي لما يقوله ، وهما يدخلان إلى ساحة المقبرة ، استعدادا للنزول فيها :ـ ربنا يعدي اليوم ده على خير .دخل عمر وندا المقبرة ، فهالهما ما شاهداه .. وجدا جثة في كفنها ، موضوعة في نهاية القبر .. صرخت ندا بكل ما بها من خوف :ـ آآآآآآآآآه .. أنا خارجة .بالفعل صعدت درجتين .. فنظر لها عمر ، وأمسك يدها بيده اليمنى ليستبقيها معه ، حتى لا تخرج، قائلًا لها :ـ وبعدين يا ندا .. ما ينفعش نتراجع بعد ما وصلنا هنا .فجأة .. خرجت يد من خلف ستار على شكل الجدار في آخر القبر ، وأمسكت باليد اليسرى لعمر ، الذي انتفض من مكانه برعب