إن نهج الكتابة الميتاقصية قديم قدم نشوء الفن الروائي، وليس أدلّ على ذلك من رواية "دون كيشوت" لسرفانتس، التي تؤرخ بها الرواية نوعاً أدبياً. ومن أبرز ميزات هذا النمط من الكتابة، عدم اتكاء طبيعته الإحالية، كلياً، على محاكاة "الواقع" أو "العالم الخارجي" إنما تستولد عوالمه الخاصة من "واقع الكتابة" نفسه.يتناول الباحث في هذا الكتاب بال...
قراءة الكل
إن نهج الكتابة الميتاقصية قديم قدم نشوء الفن الروائي، وليس أدلّ على ذلك من رواية "دون كيشوت" لسرفانتس، التي تؤرخ بها الرواية نوعاً أدبياً. ومن أبرز ميزات هذا النمط من الكتابة، عدم اتكاء طبيعته الإحالية، كلياً، على محاكاة "الواقع" أو "العالم الخارجي" إنما تستولد عوالمه الخاصة من "واقع الكتابة" نفسه.يتناول الباحث في هذا الكتاب بالدراسة هذا النمط الروائي في الرواية العربية حيث أتت الرواية الميتاقصية العربية، تياراً رامزاً لحركة عامة نشأت في الستينات، وأطلقت عليها صفات كالتجريبية والحداثية والجديد... الخ، ومما أسهم في تبلور الميتاقص العربي، ذلك الإحساس العام الذي خلفته هزيمة حزيران على وجدان الروائي العربي، وجعلته يعيد التفكير في طرائق تعبيره عن الواقع، مفاقماً وعيه بأزمات الكتابة، التي تشكل مهاداً خصباً للميتاقص.وأسهمت قراءاته الممتعة للرواية الغربية، ومن ضمنها الرواية الميتاقصية، في تعزيز وعيه الميتاقصي إجرائياً، دون أن يتلازم ذلك مع معرفته المباشرة بالمصطلح، أو الحركة النقدية والأدبية من ورائه. لقد حاولت الدراسة أن توازن في منهجها بين التنظير والتطبيق، وتراوح بين التحليل المعمق والمسمى للنصوص، غير مضحية بذاتية اختياراتها للنماذج الروائية بالكامل، وواهبة فرصة أمثل لشعور نقدي يستجلي مشهد الرواية المتياقصية العربية، إلى خصوصيتها المتوخاة.يحاول هذا الكتاب بحث نمط من الكتاب الروائية يعي ذاته قصياً، وتقوم ركائزه على انعكاسات ذاتية، يقوم بها سارده ليقدّم مادة قصيّة، يغلفها اشتغال نقدي يفتضح الإيهام أو الإقناع، كما نلمسهما في الرواية الواقعية عامة، وهو يعبّر، في ذلك. عن حالة الإنهاك النوعي التي حلّت بالرواية. لا سيما بُعيد خمسينيات القرن العشرين، وأسهمت في إرساء ما سُمّي لاحقاً: "رواية ما بعد الحداثة".ومن أبرز ميزات هذا النمط من الكتابة، عدم اتكاء طبيعته الإحالية، كلياً، على محاكاة "الواقع" أو "العالم الخارجي"، إنما تستولد عوالمه الخاصة من "واقع الكتابة" نفسه.ولقد وجد هذا الكتاب في عدد من الروايات العربية الحديثة ضالته التطبيقية، وربما كان بعض تلك الروايات، وهو ميتاقصي Metafictional بتفوق، المحفز الرئيس للشروع في كتابته.