موضوع هذه الدراسة هو "غرناطة في ظل بني الأحمر"، ويدور البحث فيه حول الحقبة الأخيرة من الوجود العربي في الأندلس، تلك الحقبة التي استمرت أكثر من قرنين ونصف القرن، انطلاقاً من سنة 1232م (729هـ) تاريخ تأسيس الدولة النصرية وانتهاء بسنة 1492م (897هـ) تاريخ سقوط غرناطة. وهي دراسة مفصلة عن أحوال الدولة النصرية أو مملكة بني الأحمر من الن...
قراءة الكل
موضوع هذه الدراسة هو "غرناطة في ظل بني الأحمر"، ويدور البحث فيه حول الحقبة الأخيرة من الوجود العربي في الأندلس، تلك الحقبة التي استمرت أكثر من قرنين ونصف القرن، انطلاقاً من سنة 1232م (729هـ) تاريخ تأسيس الدولة النصرية وانتهاء بسنة 1492م (897هـ) تاريخ سقوط غرناطة. وهي دراسة مفصلة عن أحوال الدولة النصرية أو مملكة بني الأحمر من النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية والفنية.وإعطاء الدراسة هذا العنوان هو من باب تسمية الكل باسم الجزء، علماً بأن البحث يشمل حضارة المملكة النصرية كاملة، ذلك أن العاصمة غرناطة غدت في القرون الثلاثة الأخيرة أكبر المدن الأندلسية بعد تكاثر الهجرات إليها من المدن التي سقطت بيد الإفرنج. كما كانت مركز الثقل للنشاطات السياسية والاقتصادية والفكرية، وفيها ترك المسلمون معالم حضارية ما يزال معظمها كما كان بالأمس. والمعروف أن المدن والأقاليم التي كانت تابعة لمملكة بني الأحمر فيها الكثير من آثار الماضي، ولكن تلك الآثار تحول معظمها إلى أطلال، كما أنها لا تنعكس بشكل بارز على الحاضر ولا تترك أثرها الواضح في نفوس أبنائها كما هي الحال في غرناطة. فحاضر المدينة يشهد على أمجاد ماضيها، وذلك الماضي تفرقت أخباره في كتب المؤرخين الذين تهافتوا على الإشادة بعظمة العاصمة النصرية، لهذه الأسباب اخترنا لكتابنا هذا العنوان.