هذا الكتاب الذى يحمل بين دفتيه العديد من السمات التى تميز الفكر اليهودى عبر العصور، وعلى رأسها الثنائية أو الازدواجية، وتتمثل هذه الثنائية فى وجود عنوانين لهذا الكتاب، الأول : "خوزرى" وقد وضعه المؤلف أولاً كما سنوضح، والثانى: "الحجة والدليل فى نصر الدين الذليل".السمة الثانية: أن هذا الكتاب يُظهر غير ما يبطن، فيظهر من عنوانه أن ه...
قراءة الكل
هذا الكتاب الذى يحمل بين دفتيه العديد من السمات التى تميز الفكر اليهودى عبر العصور، وعلى رأسها الثنائية أو الازدواجية، وتتمثل هذه الثنائية فى وجود عنوانين لهذا الكتاب، الأول : "خوزرى" وقد وضعه المؤلف أولاً كما سنوضح، والثانى: "الحجة والدليل فى نصر الدين الذليل".السمة الثانية: أن هذا الكتاب يُظهر غير ما يبطن، فيظهر من عنوانه أن هدفه نصرة الدين اليهودى، فى حين يبطن تمردًا على اليهودية وكفرًا بها، وقد أخفى المؤلف تمرده وأظهر بدلاً منه تعصبا مرضيا بسبب الظروف السياسية والاجتماعية والدينية التى مرت بالأندلس وبالعالم أسره فى ذلك العصر.فالكتاب لايقدم حججا او أدلة بقدر ما ينضح عنصرية وتعصبا لشعب إسرائيل وأرض إسرائيل وإله إسرائيل؛ لذلك استغلت الحركة الصهيونية إنتاج يهودا اللاوى فى الدعاية للفكر الصيونى وفى الترويج للهجرة إلى فلسطين، ولُقب اللاوى بشاعر صهيون، وزعموا أنه نبى الصهيونية، وأول من دعا إلى الهجرة إلى فلسطين.ويحتل هذا الكتاب مركز الصدارة فى الفكر اليهودى فى العصر الحديث، ويتم تقديمه على أنه يعلى من شأن اليهودية ويرفعها على الملل الأخرى، بل وعلى الفلسفة والعقل، فى حين فرض الحظر على كتاب دلالة الحائرين لموسى بن ميمون، وظل حتى وقت قريب ضمن الكتب المائة المحظور نشرها وتداولها؛ لأنه يغلب العقل على الشريعة.
